العقوبات لن تؤثر على إيران.. و"التوجه شرقاً أمر طبيعي"
تسعى الإدارة الأميركية جاهدةً إلى فرض هيمنتها على الشرق الأوسط، مستخدمةً سلاح العقوبات الإقتصادية، خصوصاً على إيران وحلفائها في المنطقة.
ومع بدء سريان عقوبات صارمة جديدة على طهران، تسعى هذه الأخيرة إلى إنتقاء طرق لكسر الحصار الأميركي، حيث سارت في أولى خطواتها، عبر بناء خط بحري استراتيجي جديد من طهران إلى روسيا، هذا الخط الذي يحتاج إلى نحو 6 مليارات دولار لتطويره يحمل أهمية اقتصادية وسياسية، من شأنه أن يدخل تغيرات استراتيجية على المنطقة عموماً.
وفي ظل الأحداث الأخيرة التي شهدها الداخل الإيراني، خصوصاً بعد الهجوم الأخير على موقع نطنز النووي في وسط إيران، يبقى السؤال عن خلفية المنفذين، وهل هو تجاوزٌ للخطوط، وهل يكون الرد أمنياً أم أبعد من ذلك؟
العقوبات لن تؤثر على إيران
يعتبر استحداث خط جابهار البحري الجديد الذي يربط مومباي الهندية بالأراضي الروسية مروراً بإيران، "خياراً إستراتيجياً بتوجّه إيران نحو الشرق، وافتتاح المنطقة الحرة في جابهار هو تطور في المصافي والموانئ واتجاه نحو الشرق"، هذا ما أكده الخبير الاستراتيجي الإيراني أمير موسوي.
وخلال لقائه مع الميادين،اعتبر موسوي أن الخط البحري الجديد قد يكون أيضاً منفذاً لأصدقاء إيران في حال واجهوا مشكلة مع أميركا، قائلاً إن شبكة المواصلات باتجاه البلدان المجاورة، التي بنتها إيران أخيراً، تدل على أن العقوبات لم تؤثر فيها.
وفي السياق، أوضح موسوي أن دول الشرق تعتبر سوقاً كبيرةً جداً بالنسبة لإيران. معتبراً أنه لا يمكن الاعتماد على الأوربيين والأميركيين "لأنهم لا يستطيعون التخلي عن أمن إسرائيل".
وفيما يخص الحوادث الـ5 التي حدثت مؤخراً في إيران، ومن ضمنها الحريق الذي اندلع في محطة نطنز النووية، والذي أحدث أحدث أضراراً جسيمة، أكد موسوي أنها تُعالَج من قبل الأجهزة الأمنية "لأنها ربما تكون مترابطة"، مضيفاً "كانت هناك شبكة يجب كشف كل خيوطها وبعض المؤشرات تدل على تورط دولة عربية"، بحسب تعبيره.
ومن الواضح أن إيران لن تتساهل هذه المرة في الاعتداء على أمنها، بحسب ما كشفه الخبير الإستراتيجي، قائلاً: "هذه المرة لن تسكت إيران إذا ما ثبتت التهم، ولكنها لن تستعجل وتنتظر التحقيقات".
وفي سياق المعلومات التي تنشرها وسائل إعلام غربية حول الحوادث وخصوصاً حريق "نطنز"، أشار موسوي إلى أنه قد يكون في إطار "نشر معلومات هدفها التضليل أو جرّ الإيرانيين إلى رد معين"، وأضاف "الردع الايراني قد يكون قوياً وما سمعته أن الأوامر قد صدرت".
وختم أن الهدف الرئيسي لهذه الحوادث هو "ثني إيران من مساعدة حلفائها خصوصاً في مواجهة قانون قيصر".
قبضة أميركا تضعف، و"إسرائيل" تمارس "حرب الضلال" ضد طهران
يبدو أن الاتجاه نحو الشرق الأقصى هو حديث الإيرانيين، يقول مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي، ويتابع إنه في ظل العقوبات الأميركية لن يبقى الإيرانيون مكتوفي الأيدي والاتجاه شرقاً أمر طبيعي بالنسبة لهم.
وبما أن قناة السويس تعتبر منفذاً بحرياً نحو أوروبا، وميناء جابهار منفذ نحو آسيا الوسطى وأوراسيا، يؤكد الرنتاوي أن "الشرق يشهد زحمة موانئ جديدة قد تنافس الموانئ الموجودة في منطقة الخليج".
وتابع، "نشهد ميلا ًمن قبل الدول للإفلات من قبضة مضيق هرمز"، معتبراً أن أميركا ليست قدراً على إيران والصين والهند، وبحسب قوله فإن العديد من الشركات قالت إنها ليست ملزمة بالعقوبات.
وتشير المعطيات التي قدمها الرنتاوي إلا أن "القبضة الأميركية تضعف" ولكن لا يمكن إسقاط سيناريو العقوبات وتأثيره.
وفي سياق الحديث عن فرضيات المسؤولية الإسرائيلية عن حادثة مفاعل "نطنز"، شدد الرنتاوي على أن "إسرائيل" تكاد تعلن مسؤوليتها عما جرى من هجوم على المنشأة، معتبراً أن الهجمات على الداخل الايراني سبق أن وضعته "إسرائيل" ضمن "حرب الضلال" ضد طهران، موضحاً أن "إسرائيل" في "حرب فعلية ضد إيران، واستراتيجيتها حول ذلك تحظى بموافقة أميركية".
إلى ذلك، أكد الرنتاوي أنه لا واشنطن ولا تل أبيب بصدد التفكير بحرب جديدة شاملة في المنطقة، "والهدف الاسرائيلي الآن تفادي المواجهة الشاملة ولكن من دون السماح لإيران ببناء قدراتها"، على حد قوله.