أصحاب الشهادات والباحثون في تونس ينتفضون ضد الحكومة

دكاترة في تونس يشتغلون بعقود عمل هشة، وآخرون طالت بطالتهم. وضع قابلته الحكومات المتعاقبة بالتسويف والمماطلة والتجاهل، رغم سلسلة الاحتجاجات الغاضبة والمطالبة بالشغل الكريم منذ عام 2012.
  • حاملو شهادة الدكتوراه العاطلون عن العمل يبدأون اعتصاماً مفتوحاً في تونس
  • حاملو شهادة الدكتوراه العاطلون عن العمل يبدأون اعتصاماً مفتوحاً في تونس

أكثر من 5 آلاف أكاديمي وباحث عاطلون عن العمل في تونس، لا يتمتعون بحقوقهم الأساسية على غرار الحق في العلاج والتغطية الاجتماعية، ينتفضون بسبب أوضاعهم السيئة، وانسداد الأفق أمامهم، فنفذوا اعتصام "تغيير المصير"، أملاً في استجابة حكومة الياس الفخفاخ لمطالبهم، وعدم تجاهلهم كما فعلت الحكومات السابقة. 

أخذت الأزمة بين حاملي شهادة الدكتوراه العاطلين من العمل ووزارة التعليم العالي في تونس منعطفاً جديداً، إذّ دخل المحتجون في اعتصام مفتوح، في حركة تصعيدية ضد ما اعتبروه "لامبالاة سلطة الإشراف والرئاسات الثلاث" لمطالبهم المتمثلة أساساً في التوظيف بوزارة التعليم العالي، ومراكز البحوث.

فقد شهد محيط وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني والتشغيل في العاصمة، أمس الأربعاء، حالة احتقان واسعة نتيجة تصاعد احتجاج العاطلين من العمل من أصحاب الشهادات العليا والدكاترة، ما تسبب في غلق الشارع الرئيسي، وتعطل حركة المرور في الاتجاهين، قبل أن تتدخل قوات الأمن لإعادة فتحه ومنع المحتجين من مواصلة إقفال الطريق.

حالة احتقان كبيرة

حالة احتقان كبيرة شهدها مقرا وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني والتشغيل نتيجة احتجاج المعتصمين الذين افترش بعضهم الأرض، وتسلّق آخرون السور الخارجي، للتعبير عن سخطهم إزاء تجاهل مطلبهم الرئيسي المتمثل في التعيين في الوظيفة الحكومية، بسبب طول مدة بطالتهم وتدهور أوضاعهم الاجتماعية.

المعتصمون نددوا بما اعتبروه استهتاراً ومعاملة مهينة لهم من قبل الحكومة، مشيرين إلى أنهم "ينامون في العراء بلا أغطية فيما تمّ غلق كل أبواب الوزارة لمنعهم من الدخول والخروج وحرمانهم من التزود بالحاجيات الأساسية كالأكل، والشرب، وذلك لإجبارهم على فك اعتصامهم".

المعتصمون يطالبون بإيجاد حلول جذرية لمعضلة بطالة الدكاترة التي "بقيت ترواح مكانها منذ العام 2012"، داعين إلى الكفّ عن انتداب الدكاترة بعقود عمل هشّة "لا تضمن لهم حقوقهم ولا تؤمن لهم ديمومة عملهم".

وكانت خلية البحث العلمي بحزب العمال أصدرت بلاغ تضامن مع الدكاترة المعتصمين، معتبرة أن "اعتصام تغيير المصير"، يأتي في سياق "مسيرة نضالية منذ 2012 خاضت خلالها نخبة البلاد العلمية نضالات طويلة قابلتها الحكومات المتعاقبة بالتسويف والمراوغة والقمع البوليسي".

"النخبة ضاقت بكذب السلطة"

وجاء في البلاغ أن نخبة البلاد "ضاقت بكذب السلطة وعجزها عن تقديم الحلول كما نفذ صبرها من تكلس وفساد منظومة البحث في تونس، وأن لا حل لأزمة البحث العلمي وبطالة الدكاترة إلا بتقويضها وتأسيسها من جديد على أسس وطنية وديمقراطية".

المحلل السياسي بولبابة سالم وصف الاعتصام في تدوينة على صفحته الخاصة على فيسبوك بـ "المأساة"، قائلاً "مأساة أن يفترش دكاترة الأرض لإبلاغ صوتهم إلى وزارة التعليم العالي.. ومؤلم أن ترى بعض وسائل الإعلام التونسية الخاصة.. تتجاهل من أفنوا شبابهم في البحث والمعرفة وقضوا الساعات الطوال بين رفوف المكتبات ومخابر البحث..".

المصدر: الميادين نت