المظاهرات تشتد ضد "قسد".. والسكان: أعيدوا المؤسسات الحكومية
تصاعدت وتيرة الاحتجاجات والاعتصامات والتظاهرات ضد "قسد" في مناطق سيطرتها، احتجاجاً على تدهور الوضع المعيشي، وللمطالبة بإطلاق سراح معتقلين، مع المطالبة بإعادة مؤسسات حكومية استولت عليها "قسد" مؤخراً.
وشهدت بلدة غرانيج بريف ديرالزور الشرقي، تظاهرات ضد قوات "قسد" احتجاجاً على ممارسات المجالس المدينة والعسكرية للمدينة، وللمطالبة بتحسين الوضع المعيشي، وإطلاق سراح مدنيين اعتقلوا في وقت سابق.
وسبق هذه التظاهرات الأسبوع الفائت، مظاهرات مشابهة في كل من بلدات أبو حمام والكشكية بأرياف ديرالزور، للمطالبة بتحسين الواقع الاقتصادي، ووقف سرقة النفط والموارد الاقتصادية للمنطقة، ومحاربة فساد المسؤولين المحليين في المنطقة.
وأكد أحد سكان ريف دير الزور الشرقي "للميادين نت"، أن "المنطقة تشهد حراكاً شعبياً ضد المجالس المحلية والمدنية المتهمة بالفساد"، مؤكداً أن "السكان يواجهون مشكلات في تأمين الخبز ومياه الشرب والسقاية، مع سوء اهتمام بالطرقات والمشاريع الزراعية"، مضيفاً أن "المنطقة التي تعوم على آبار من النفط، تعاني من شح في المحروقات التي تهرب لمناطق أخرى".
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو تضمن بياناً لمعلمي بلدتي الكشكية وأبو حمام، العاملين لدى "الإدارة الذاتية" الكردية، طالبوا فيه" برفع الرواتب، وتحسين الوضع المعيشي، وتحسين واقع المطاحن والأفران، وتعبيد الطرقات العامة".
وتتهم العشائر العربية في ديرالزور، مجموعات "قسد" بالهيمنة على المنطقة، وعدم الاهتمام بالواقع الخدمي والأمني، في ظل النشاط الواسع لخلايا تنظيم "داعش" في تلك المناطق.
وفي الحسكة، شهدت بلدة تل حميس بريف القامشلي، مظاهرة لعدد من نساء البلدة، رفعن شعارات تطالب بتوفير الكهرباء لمنطقتهم، التي تعاني من انقطاع طويل للكهرباء. وبحسب سكان من البلدة، فإن "الإدارة الذاتية تعاقب البلدة بشكل جماعي بقطع الكهرباء عنها، نتيجة طرد دوريات أميركية، ورفض التعامل مع الأميركيين".
فيما نفذ عمال الشركة العامة لكهرباء الحسكة، والمديرية العامة للسورية للحبوب في المحافظة، لليوم الثاني على التوالي، اعتصاماً أمام مقر مؤسساتهم التي استولت عليها "قسد"، مطلع هذا الأسبوع، للمطالبة بإخلاء مقراتهم من الوجود العسكري لـ"قسد".
وأكد مدير الشركة العامة لكهرباء الحسكة، المهندس أنور العكلة، لـ"الميادين نت" أن "مجموعات قسد لليوم الثالث على التوالي، تمنع موظفي الشركة من الدوام في مكاتبهم، بعد السيطرة على المبنى من قوة عسكرية تابعة لها"، مضيفاً أنهم "يتابعون عملهم يومياً على باب المؤسسة ويقومون بتسيير معاملات المدنيين بما يخدم المصلحة العامة".
وبيّن العكلة، أن "الشركة العامة للكهرباء، هي مؤسسة خدمية تقدم خدماتها لجميع السكان، ويجب تحييدها، لضمان استمرار خدماتها للمواطنين"، لافتاً إلى أنهم "سيستمرون بالدوام وتقديم الخدمات، حتى ولو على الباب الخارجي للمؤسسة، لحين عودتهم إلى مقرهم ومكاتبهم".
وكانت "قسد" استولت، يوم السبت، على مبنى الشركة العامة للكهرباء، والإدارة العامة للحبوب، وقبلها بأيام على مديرية السياحة والمصرف التجاري السوري والمعهد الفندقي السياحي، في حيي النشوة وغويران في مدينة الحسكة.
وكشفت مصادر ميدانية لـ"الميادين نت" أن "سبب الاستيلاء على المباني، هو تثبيت نقطة جديدة للأميركيين في مبنى فرع المرور، مع البدء بتجهيز مهبط مروحيات في المنطقة الفاصلة بين المرور والمدينة الرياضية، المقابلة لسجن الحسكة المركزي الذي يحوي على أكثر من 5 آلاف معتقل من داعش".
وأضافت المصادر، أن "الأميركيين ثبتوا نقطة في منطقة تتوسط سجن الحسكة المركزي وسجن الثانوية الصناعية في حي غويران لدعم قسد في حراسة السجون"، معتبرةً أن "الاستيلاء على هذه المباني القريبة من المعتقلات التي تحوي سجناء من تنظيم داعش، هدفه تحويلها لنقاط عسكرية، لتعزيز الحالة الأمنية، ومنع حصول عصيان جديد لمعتقلي التننظيم".