بعد انسحاب ترامب منها.. اجتماع لأعضاء اتفاقيات "السماوات المفتوحة"

المشاركون في اتفاقية "السماوات المفتوحة" يجتمعون الشهر المقبل. يأتي ذلك إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاقية.
  • تسمح الاتفاقية بين روسيا وأميركا و32 دولة أخرى بتنفيذ رحلات استطلاعية فوق بلد عضو آخر بعد إبلاغه بالأمر

ذكرت وكالة الإعلام الروسية، نقلاً عن وزارة الخارجية، اليوم الأربعاء، أن المشاركين في اتفاقية السماوات المفتوحة سيعقدون مؤتمراً في السادس من تموز/ يوليو المقبل، في ضوء الانسحاب الأميركي المزمع من الاتفاقية.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 22 أيار/ مايو الماضي انسحاب بلاده من اتفاقية "الأجواء المفتوحة" مع روسيا، معتبراً أنها "تنتهك الاتفاقية"، لكنه أشار إلى أن "هناك فرصة جيدة جداً للتوصل إلى اتفاقية جديدة مع موسكو". 

وزعم ترامب أن "موسكو لم تفِ بالتزاماتها الواردة في الاتفاقية التي مر عليها 18 عاماً، وصممت لتعزيز الشفافية العسكرية والثقة بين القوى الكبرى".

لكن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، روبرت أوبراين، أعلن من جهته أنه لا يرجّح انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية "ستارت الجديدة" مع روسيا.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أفادت بأن ترامب يخطط لإبلاغ موسكو بالخطوة، وأن القرار قد يشكل تمهيداً لانسحاب واشنطن من معاهدة "ستارت الجديدة" التي تحد عدد الصواريخ النووية التي يمكن لكل من الولايات المتحدة وروسيا نشرها.

موسكو، من جهتها، أعلنت التزامها بالاتفاقية. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكساندر غروشكو أن بلاده ستبقى ملتزمة باتفاقية "الأجواء المفتوحة" ما دامت سارية المفعول، رغم إعلان ترامب الانسحاب منها.

وقال غروشكو لوكالة "ريا نوفوستي" الإخبارية الروسية: "نحتاج إلى اتّباع نهج براغماتي. ما دامت المعاهدة سارية المفعول، ننوي الالتزام بشكل كامل بجميع الحقوق والالتزامات المرتبطة بنا في هذه الاتفاقية".

وفي 5 آب/أغسطس 2019، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستضطر إلى تطوير صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى بكامل طاقتها، فور تأكدها من إتمام واشنطن تطوير صوارخ كهذه وشروعها في تصنيعها، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة الحد من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى الموقعة مع الاتحاد السوفياتي (السابق).

وأكد بوتين حينها أن خروج الأخيرة من معاهدة التسلح قد يؤدي إلى سباق تسلح يصعب كبحه، فيما حذّر الاتحاد الأوروبي من جهته من سباق تسلح جديد.

ما هي اتفاقية الأجواء المفتوحة؟

تسمح اتفاقية "الأجواء المفتوحة" بين روسيا والولايات المتحدة و32 دولة أخرى، معظمها منضوية في حلف الأطلسي، لجيش بلد عضو فيها بتنفيذ عدد محدد من الرحلات الاستطلاعية فوق بلد عضو آخر بعد وقت قصير من إبلاغه بالأمر.

ويمكن للطائرة مسح الأراضي تحتها وجمع المعلومات والصور للمنشآت والأنشطة العسكرية. وكلما عرف الجيشان المتنافسان معلومات أكثر عن بعضهما البعض، قل احتمال الصراع بينهما، لكن الجانبين يستخدمان الرحلات الجوية لفحص نقاط ضعف الخصم.

وتشعر الولايات المتحدة بالامتعاض، لأن روسيا لن تسمح برحلات جوية أميركية فوق المناطق التي تعتقد واشنطن أن موسكو تنشر فيها أسلحة متوسطة المدى، وقد تشكل تهديداً لدول الاتحاد الأوروبي.

وستصبح اتفاقية السماء المفتوحة ثالث اتفاقية دولية في مجال الرقابة على الأسلحة تنسحب منها إدارة ترامب التي سبق أن تركت في العام 2018 الاتفاق النووي مع إيران، ثم خرجت العام الماضي من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى المبرمة مع موسكو في العام 1987.

ويأتي ذلك وسط مخاوف من أن واشنطن ستقرر عدم تمديد معاهدة ستارت التي تقضي بخفض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية الاستراتيجية للولايات المتحدة وروسيا، وتنتهي فترة سريانها العام القادم.

 

 

المصدر: الميادين + وكالات