أميركا تستعد لتظاهرات في نهاية الأسبوع وغضب إزاء انتهاكات جديدة
مع دخول الاحتجاجات الأميركية أسبوعها الثاني، تستعد الولايات المتحدة لتظاهرات حاشدة في عطلة نهاية الأسبوع للتنديد بالعنصرية وبوحشية الشرطة.
ويتوقع تنظيم تظاهرات حاشدة اليوم، ومنها في واشنطن، ومن المرتقب أن يشارك فيها عشرات آلاف الأشخاص. فيما نزل الآلاف إلى الشوارع في أنحاء أميركا لليوم العاشر على التوالي من التظاهرات المناهضة للعنصرية.
وستنظم السبت أيضاً في ريفورد بكارولاينا الشمالية، مراسم تكريم لجورج فلويد الأميركي ذو البشرة السوداء، الذي قتل على يد رجل أبيض داس على رقبته حتى الموت، مما أدى إلى الاحتجاجات في شتى الولايات والمدن الأميركية.
وتأتي هذه المراسم، في الولاية التي ولد فيها، في أعقاب مراسم أولى أجريت في مينيابوليس الخميس.
وأثار الرئيس دونالد ترامب مزيداً من الجدل مع حديثه، أمس الجمعة، عندما تحدث في كلمة له حول "أرقام التوظيف الإيجابية لشهر أيار/مايو" والتي اعتبرها انجازاً و"يوم عظيم" لفلويد، مضيفاً أن "آمل أن ينظر جورج إلى الأسفل الآن ويقول إن هذا شيء رائع بالنسبة لبلدنا.. هذا يوم رائع بالنسبة له. إنه يوم رائع بالنسبة للجميع".
ووصف المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن، تصريحات ترامب بأنها "بصراحة حقيرة"، وقال "كلمات جورج فلويد الأخيرة -لا أستطيع أن اتنفس- ترددت في أنحاء أمتنا وفي أنحاء العالم". وأضاف في تغريدة "أن يسعى الرئيس لينسب له كلاماً لم يقله أمر حقير صراحة".
George Floyd’s last words, “I can’t breathe,” have echoed across our nation and around the world.
— Joe Biden (@JoeBiden) June 5, 2020
For the President to try to put any other words in his mouth is frankly despicable. https://t.co/8dWu78dtGP
وحمّل بايدن منافسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مسؤولية تفاقم الأزمة في البلاد، معتبراً أن ترامب "غير مؤهل" بطريقة خطيرة لإدارة البلاد في هذه الأزمة.
Let’s be clear about something: The depth of this job crisis is not attributable to an act of God — but to the failure of a President.
— Joe Biden (@JoeBiden) June 5, 2020
Donald Trump is dangerously unfit to lead our nation through this moment. But don't just take my word for it: pic.twitter.com/eD9z51pXDQ
— Joe Biden (@JoeBiden) June 5, 2020
واعتبر نائب الرئيس السابق باراك أوباما في خطاب "أن يحاول الرئيس وضع كلمات أخرى على لسان جوروج فلويد، هو أمر بغيض بصراحة".
وأثار موقفه هذا انتقادات غير مسبوقة من جانب قادة سابقين في الجيش، بينهم وزير الدفاع السابق جيم ماتيس. واتخذ وزير الدفاع الحالي مارك إسبر مسافة من تلك التصريحات، معتبراً أنه لا يجب نشر الجيش.
رئيسة بلدية واشنطن، موريل باوزر، بدورها كتبت عبارة "حياة السود مهمة" التي أصبحت شعاراً للاحتجاجات الأميركية ضد العنصرية، بأحرف عملاقة على الطريق المؤدي إلى البيت الأبيض، قبيل وصول الحشود.
وأعادت باوزر تسمية هذه المنطقة خارج البيت الأبيض باسم ساحة "حياة السود مهمة"، وأزاحت الستار عن لوحة جدارية عملاقة بعد أن غردت برسالة دعت فيها ترامب إلى "سحب كل قوات الشرطة والقوات العسكرية التي نشرت بشكل استثنائي من مدينتنا".
The section of 16th street in front of the White House is now officially “Black Lives Matter Plaza”. pic.twitter.com/bbJgAYE35b
— Mayor Muriel Bowser (@MayorBowser) June 5, 2020
في سياق متصل، تصاعد الغضب عقب انتشار تسجيل مصور يظهر المزيد من انتهاكات رجال تطبيق القانون بحق المتظاهرين.
وأوقف شرطيان في بوفالو بنيويورك، عن العمل بدون أجر، بعد أن ظهرا في مقطع فيديو يدفعان محتجاً عمره 75 عاماً سقط وأصيب بجرح في رأسه.
وقال رئيس بلدية المدينة، بايرون براون، الذي نشر العقوبة على "تويتر"، إنه ومفوض الشرطة "شعرا باستياء" شديد بعد مشاهدة الفيديو.
— Byron W. Brown (@MayorByronBrown) June 5, 2020
وقال بيان للشرطة في وقت سابق إن الرجل الذي فقد وعيه ونزف بشدة من الرأس "تعثر وسقط".
وفي انديانابوليس، فتحت الشرطة تحقيقاً بعد نشر شريط فيديو يظهر 4 شرطيين على الأقل يضربون امرأة بالهراوات ويرشونها بكرات الفلفل مساء الأحد.
أما في نيويورك، فأفادت عدة تقارير إعلامية أن شرطيي المدينة انهالوا الخميس بالضرب على عشرات المتظاهرين المسالمين الذين خالفوا حظر التجول في برونكس بعد محاصرتهم، بحيث لم يتركوا لهم مكاناً يهربون إليه.
وأعلن مفوض الشرطة في نيويورك، ديرموت شي، وقف شرطيان عن العمل في أعقاب "العديد من الحوادث المثيرة للاستياء"، أحدهما لدفعه امرأة وقعت أرضاً والثاني لإزالة القناع الواقي لرجل ورشه برذاذ الفلفل. والحادثان موثقان في تسجيل مصور.
وقال رئيس بلدية نيويورك، بيل دي بلازيو، الذي فرض حظر التجول الليلي طيلة الأسبوع الماضي بعد عمليات نهب واسعة النطاق في بداية الأسبوع، إن شرطة نيويورك تتحلى "بضبط النفس"، في حين أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" إن "الشرطة باتت في حالة انفلات".
وأطلقت حادثة مقتل فلويد، موجة من الاحتجاجات لم تشهد البلاد لها مثيل منذ اغتيال مارتن لوثر كينغ جونيور عام 1968.
شهدت بعض التظاهرات في أيامها الأول أعمال شغب لكنها باتت سلمية إلى حد كبير، وتم رفع حظر التجول في واشنطن ولوس أنجلوس ومدن أخرى، لكنها في نيويورك ستتواصل لليالي الثلاث المقبلة.