"وول ستريت جورنال": واشنطن تتأهب لتخفيض عديد جنودها في ألمانيا
أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر وزارة الدفاع الأميركية "بتقليص عديد القوات المنتشرة بشكل دائم في ألمانيا".
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصادر حكومية، لم تسمّها، أن "الهدف هو خفض عديد الجنود الأميركيين المتمركزين مؤقتاً أو بشكل دائم على الأراضي الألمانية إلى 25 ألفاً".
من جهته، امتنع البنتاغون عن أي تعليق. ولم ينكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون أوليوت، المعلومات الواردة في الصحيفة، وقال "ليس لدينا في الوقت الراهن أي إعلان.. لكن بصفته القائد العام، فإنّ الرئيس ترامب يقيّم باستمرار الوضع العسكري للولايات المتحدة ووجودنا في الخارج"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تبقى ملتزمة التعاون مع ألمانيا، الحليف القوي، في ما يتعلق بمصالحنا الدفاعية المتبادلة وغيرها من القضايا المهمة".
بدوره، الرئيس السابق للقوات البرية الأميركية في أوروبا، الجنرال السابق مارك هيرتلينغ أبدى قلقه حيال مشروع خفض عديد القوات.
وقال في تغريدة على "تويتر": "بما أنني كنت منخرطاً إلى حد كبير في آخِر عمليّتَيْ تخفيض هيكلي للجيش الأميركي في أوروبا، يمكنني الآن أن أقول ذلك علناً: إنه أمر خطير ويُظهر قصر نظر وسيُقابل برفض من الكونغرس"، مضيفاً أن "هذا هدية جديدة لروسيا، وستضر تحالفاتنا".
As a guy deeply involved in the last TWO force structure reductions of the US Army in Europe, I can now publicly say this: This is dangerous, short-sighted, and will meet strong Congressional disapproval. And it’s an additional gift to Russia and will further harm our alliances. https://t.co/ELAkvyIcfD
— Mark Hertling (@MarkHertling) June 5, 2020
في حين أن السيناتور الديموقراطي جاك ريد، وهو العضو المؤثر في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ندد بهذا المشروع، معتبراً أنه "عبثي". وقال "إنها خدمة جديدة تُمنَح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفشلٌ جديد لهذه الإدارة في إظهار روح القيادة، الأمر الذي سيضعف علاقاتنا مع حلفائنا".
وتأتي هذه الأنباء في وقت تشهد العلاقة بين ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فتوراً.
وتتمركز القوات الأميركية في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية، وتشكل ألمانيا قاعدة أساسية للعمليات الأميركية في إفريقيا والشرق الأوسط.
ويعيش حالياً حوالى 34500 جندي مع أسرهم في إحدى القواعد العسكرية الأميركية البالغ عددها 21 قاعدة في ألمانيا. ويمكن أن يصل العدد إلى 52 ألفاً أثناء تناوب الفرق أو المناورات.
وكان تقليص عديد القوات إحدى خطط السفير الأميركي السابق في برلين، ريتشارد غرينيل، المؤيد لترامب والذي استقال للتو من منصبه بعد أن قاد لفترة وجيزة جهاز المخابرات الأميركية.
ويذكر أن غرينيل الكثير من التوتر في ألمانيا بانتقاده للحكومة واعتباره أن الإنفاق العسكري الألماني غير كاف.