تونس: 723 حريقاً في أقل من شهر.. من يقف وراءها؟
تكررت في الآونة الأخيرة في تونس حوادث حرائق في عدة جهات من البلاد، استهدفت مصانع ومحلات ومزارع وغابات، ما أثار القلق بشأن توقيتها وأسبابها وتداعياتها.
ووفق الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية معز تريعة، فإن الحرائق التي تمّ تسجيلها مؤخراً تسببت في خسائر مادية مهمة، على غرار حريق الحفصية الذي أتى على 30 محلاً، وتمّ تفادي خسائر أكبر، مضيفاً أنه تمّ تسجيل 723 حريقاً منذ بداية شهر أيار/ مايو لغاية 20 من الشهر نفسه، وفيها حرائق مهمة، ومنها حرائق تمّ تسجيلها في مناطق صغيرة، ولم تخلف أضراراً كبيرة.
وأشار تريعة إلى أنه تمّ فتح بحث وتحقيق عدلي وأمني في أغلب الحرائق لتحديد الأسباب الكاملة، مضيفاً: "وضعنا المعطيات التي نملكها على ذمة السلطات الأمنية، والأيام القادمة ستكشف أسباب الحرائق".
وأوضح أن "بعض المعطيات الأولية تفيد بوجود شبهات بأن تكون مفتعلة، وخصوصاً حريق قفصة والنفيضة والحفصية".
هذه السلسلة من الحرائق المتتالية أثارت المخاوف، وطرحت نقاط استفهام، وخصوصاً أن عمليات الحرق باتت تتكرر في كل موسم وفي التوقيت نفسه. وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد التقى في هذا الإطار رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ يوم 19 أيار/ مايو، وتمّ التركيز في هذا اللقاء على الوضع الأمني في البلاد، بعد سلسلة من الحرائق التي نشبت في العديد من الجهات بصفة متزامنة، وتمّ تأكيد العزم على تحميل المسؤولية لمن يثبت تورطه.
ومنذ مطلع شهر أيار/ مايو 2020، توزعت الحرائق على مناطق مختلفة من محافظات الجمهورية؛ الحريق الأول كان في منطقة الحفصية في العاصمة، في سوق لبيع الملابس المستعملة، وأتى على 30 محلاً، والثاني في النفيضة داخل أحد مصانع الورق المقوّى، وقد تمّ إطفاء الحريق بعد جهود كبيرة دامت أكثر من 24 ساعة، وأتى على حوالى ألفي متر مربع.
وفي اليوم نفسه، اندلع حريق في ولاية سيدي بوزيد في مصب للنفايات، وحريق آخر في أحد مواقع شركة إنتاج الفوسفات بالمظيلة من ولاية قفصة، حيث تمّ إحراق قاطرة معدة لنقل مقطورات الفوسفات من المغاسل. كما شهدت تونس حرائق أخرى متفرقة أتت على بعض مزارع الحبوب والغابات.
وقد كشفت شركة فسفاط قفصة أن المعاينات الفنية الأولية التي قامت بها مصالح السلامة في الشركة أثبتت وجود قرائن قوية تدعم شبهة الفعل الإجرامي المتعمد بخصوص حرق قاطرة معدة لنقل مقطورات الفوسفات، فيما قامت الوحدات الأمنية بإيقاف ثلاثة شبان على ذمة التحقيق في علاقة بحريق سوق الحفصية لبيع الملابس المستعملة.
وبينت التحقيقات أن مجموعة من المنحرفين نظموا ليلة الحادثة جلسة في السوق، واستهلكوا مواد مخدرة، واستولوا على أدباش من داخل أحد المحلات. وخوفاً من انكشاف أمرهم، أضرموا النار في المحل، ولكنهم فوجئوا بامتداد النيران بسرعة إلى باقي المحلات.