ترامب قبل قطع مؤتمره الصحافي: "سؤالك قبيح"!
استبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الإثنين، إعادة التفاوض حول الاتفاق التجاري الجزئي الذي قامت إدارته بتوقيعه مع الصين في كانون الثاني/يناير الماضي.
ولدى سؤاله عن تقارير تفيد بأن الصين تنظر في إعادة فتح المفاوضات بشأن الاتفاق، أجاب: "سمعت ذلك أيضاً"، معتبراً أن الصينيين "يريدون إعادة فتح النقاشات التجارية للوصول إلى اتفاق أكثر ملاءمة لمصالحهم".
وقال: "لست مهتماً بهذا الأمر، ولو بمقدار ضئيل"، مضيفاً: "دعونا نرَ إن كانوا سيلتزمون بالاتفاق الذي وقعوه".
وكان نائب رئيس الوزراء الصيني لو هي، الذي قاد وفد بلاده خلال المفاوضات التجارية مع واشنطن، أجرى الجمعة محادثة هاتفية مع الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين، وأكد توافق الطرفين على تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
وبموجب الاتفاق، وافقت إدارة ترامب على إرجاء فرض أي زيادة أخرى على الرسوم الجمركية، في حين تعهدت الصين بزيادة مشترياتها من المنتجات الأميركية على مدى عامين بقيمة 200 مليار دولار مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه في العام 2017.
وانتقد الرئيس الأميركي طريقة الصين في تعاملها مع تفشي فيروس كورونا المستجد، إلى درجة تهديده بفرض رسوم عقابية جديدة على بكين.
وتتهم إدارة ترامب الصين بأنها تأخرت في تحذير العالم من الوباء، وبالتالي تتحمل مسؤولية انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم والتسبب بأزمة اقتصادية عالمية.
وجاء في تقرير صادر عن "روديوم غروب" للأبحاث واللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية، أن استثمارات الصين المباشرة في الولايات المتحدة هبطت في 2019 إلى أدنى مستوى لها منذ 2009، وسط توترات بين البلدين، وأن جائحة كوفيد-19 ستظل تضغط على تدفق الاستثمارات بينهما.
ترامب يلمح إلى وجود بنس في الحجر الصحي
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الإثنين، أن نتيجة فحص فيروس كورونا الذي خضع له نائبه مايك بنس جاءت سلبية، لكنه "قد يحد من اتصاله المباشر معه في الوقت الحالي".
وألمح ترامب الى وجود بنس حالياً في الحجر الصحي بعد ثبوت إصابة المتحدثة الإعلامية باسمه كايتي ميلر بالفيروس، من دون أن يؤكد ذلك بشكل صريح، وقال للصحافيين في البيت الأبيض عندما سئل عما إذا كان يفكر في الحد من اتصاله المباشر مع بنس: "سوف أتحدث معه بهذا الشأن".
وأضاف: "خلال فترة الحجر الصحي هذه، سوف نتحدث على الأرجح"، مضيفاً: "لم أره منذ ذلك الحين.. بإمكاننا التحدث عبر الهاتف"، كما أكّد ترامب أنه ليس على اطلاع عما إذا كانت هناك إصابات أخرى بالفيروس في البيت الأبيض، عدا احد موظفيه والمتحدثة باسم نائب الرئيس بنس.
وأصدر البيت الأبيض مذكرة الإثنين تفرض على جميع الموظفين ارتداء الكمامات خلال تواجدهم داخل الجناح الغربي، باستثناء عندما يكونون وراء مكاتبهم.
يقطع مؤتمره الصحافي
وقطع ترامب مؤتمره الصحافي أمام البيت الأبيض، وغادر المكان بعد خلاف حاد مع الصحافيين، واصفاً سؤال أحدهم عن جائحة كورونا بالـ"قبيح".
وعند سؤاله عن سبب ارتفاع عدد الوفيات على الرغم من الجهود التي يبذلها، رد على الصحافيين بحدة قائلاً: "لا تسألوني... اسألوا الصين". وأضاف: "كان يجب إيقاف كورونا من المصدر".
وسألت ويجيا جيانغ، مراسلة شبكة "سي بي أس"، ترامب عن سبب إصراره بشكل مستمر على القول إن الولايات المتحدة تقوم بعمل أفضل أكثر من أي بلد آخر عندما يتعلق الأمر بإجراء فحوص فيروس كورونا.
وتابعت سؤالها: "ما أهمية هذا الأمر؟ ولماذا هو بالنسبة إليك منافسة عالمية، في حين أن هناك أميركيين يخسرون حياتهم كل يوم، ونحن لا نزال نرى يومياً المزيد من الإصابات؟".
أجابها ترامب: "الناس يخسرون حياتهم في كل مكان في العالم"، ثم تابع بنبرة غاضبة: "ربما يجب أن توجهي هذا السؤال إلى الصين. لا تسأليني، بل اسألي الصين هذا السؤال، وعندها ستحصلين على إجابة غير عادية للغاية".
لكن وبينما كان ترامب يعطي الإذن لمراسلة أخرى لتسأل، عادت ويجيان التي تعرّف عن نفسها بأنها من وست فيرجينيا ومولودة في الصين، لتوجه استفساراً آخر الى ترامب: "سيدي، لماذا توجّه إليّ هذا الكلام بشكل خاص"، في إشارة إلى كونها من أصول آسيوية.
فردّ عليها ترامب: "أنا لا أقول لك هذا الكلام بشكل خاص، بل أقوله لكل شخص قد يسأل سؤالاً قبيحاً مثل هذا".
ثم أعطى ترامب الإذن لمراسلة أخرى لتسأل، في حين استمرت ويجيان بطلب إجابة على تساؤلها، قبل أن ينتقل الرئيس الأميركي إلى مراسلة ثالثة فوجئت بإنهائه مؤتمره الصحافي بشكل مفاجئ ومغادرته بينما كانت تهم بطرح سؤالها.
وكان التضامن سريعاً مع ويجيان على مواقع التواصل، إذ تصدّر الهاشتاغ الخاص بها "ادعموا ويجيان جيانغ" موقع تويتر. وكتبت مراسة "سي أن أن" آبريل ريان التي تعرضت سابقاً لنوبات غضب ترامب، مخاطبة ويجيان: "أهلاً بك في النادي. هذا مثير للغثيان. إنها عاداته".
وسجلت الولايات المتحدة 830 وفاة جراء فيروس كورونا المستجد خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية، ليصل العدد الإجمالي للوفيات في البلاد إلى 80,352، وفق حصيلة لجامعة "جونز هوبكنز" حتى الساعة 8,30 من مساء الإثنين بالتوقيت المحلي.
ويلي هذا التعداد حصيلة الأحد التي بلغت 776 وفاة، وهي أدنى عدد وفيات في يوم واحد منذ آذار/مارس الماضي، لكن هذا التراجع لا يبدد المخاوف حول أعداد الوفيات التي تستمر في التصاعد في بعض الولايات مع تخفيف إجراءات الحظر.
وأفادت جامعة "جونز هوبكنز" في بالتيمور بأن عدد الإصابات في الولايات المتحدة وصل إلى 1,346,723 حالة مؤكدة.