العراق يدين الخرق "الاستفزازي" لأجوائه ويدعو تركيا للتعاون
استنكرت قيادة العمليات المشتركة، اليوم الخميس، اختراق الأجواء العراقية من قبل الطائرات التركية واستهداف مخيم للاجئين قرب مخمور.
وذكرت قيادة العمليات المشتركة، في بيان، أن "هذا التصرف الاستفزازي لا ينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية، ويعد انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية"، داعيةً إلى "إيقاف هذه الانتهاكات احتراماً والتزاماً بالمصالح المشتركة بين البلدين".
وأوضح البيان أن "العراق على أتم الاستعداد للتعاون بين البلدين وضبط الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة".
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف إن الخارجية "تدين، وبأشد العبارات الممكنة، الاعتداء الذي قام به الجانب التركي، والذي أسفر عن خسائر في الأرواح والممتلكات، ووزير الخارجية يوجّه باستدعاء السفير التركي في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج".
وذكرت الخارجية العراقية في بيان لها أن "قيادة الدفاع الجوي رصدت خرقاً للأجواء العراقية حدث من خلال طائرة مسيرة تابعة للجيش التركي، وقد تم قصف مخيم للاجئين قرب مدينة مخمور، وراح ضحيته سيدتان من القاطنين في المخيم بتاريخ 15 نيسان/ابريل 2020".
وأضافت أن هذه الاعتداءات "تمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدوليِّ الإنسانيّ وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، وتطالب الوزارة بوقف قصف المناطق العراقية، واحترام السيادة، والتعاون لضمان أمن الحدود، إذ إنّ تلك الاعتداءات المتكررة من قبل الجانب التركي لن تساهم في ضمان أمن تركيا، ولا تصب في مصلحة الأمن والاستقرار بالمنطقة".
من جهتها، دانت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في مجلس النواب استمرار القصف التركي وخرق الأجواء العراقية، داعيةً رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي إلى حفظ السيادة ومراجعة الاتفاقيات والتبادل التجاري مع تركيا.
وقالت الكتلة، في بيان لها، إن "قصف الطائرات المسيرة التركية، مؤخراً، مناطق داخل الأراضي العراقية، يعتبر انتهاكاً جديداً للسيادة، والذي سبقه العديد من عمليات القصف الجوي"، مشيرةً إلى أنها تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية، وتساهم في بث الذعر والخوف بين سكان المدن وتعطيل شؤون الحياة، إضافة إلى كونها تشكل تهديداً للسلم والاستقرار في المنطقة.
في هذا السياق، استنكر حسن كريم الكعبي عضو هيئة رئاسة مجلس النواب "خرق الأجواء العراقية من قبل الجارة تركيا، وعملها الاستفزازي بقصف مخيم للعوائل قرب مدينة مخمور" .
وطالب الحكومة ووزارة الخارجية بأخذ موقف جاد وحازم إزاء هذه "الخروقات العدوانية غير المبررة، في وقت تتجه كل دول العالم إلى توحيد وتنسيق جهودها لمكافحة وباء كورونا والحد من خطورته".
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء الركن عبد الكريم خلف، اعتبر أمس الأربعاء أن "ما قامت به طائرة مسيرة تركية بخرق الأجواء العراقية يعد عملاً عدوانياً منفرداً تتحمل أنقرة نتائجه".
وقال: "إذا كان لدى تركيا قلق أمني، فإن الدولة العراقية موجودة، ويجب أن يكون هناك اتفاق بين الدولتين من شأنه تخفيف القلق في قضية الحدود".
وأضاف خلف أن "الحكومة العراقية تتخذ كامل الإجراءات ضد أي عمل على أراضيها"، لافتاً إلى أن استمرار تكرار هذا العمل يعدّ إساءة إلى العلاقات بين البلدين، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك تعاون وتضامن بين الدول.
وكانت خلية الإعلام الأمني أعلنت، أمس الأربعاء، رصد خرق للأجواء العراقية من خلال طائرة مسيرة تركية بخط رحلة (سندي - سواره - توكا - القوش - شمال مخمور)، بارتفاع 6 كلم، وبسرعة 200 كلم/ ساعة.
وأضافت: "تعرض مخيم للعوائل الكرد الأتراك اللاجئين قرب مدينة مخمور للقصف بواسطة صاروخ، حيث راح ضحية هذا القصف امرأتان من القاطنين في هذا المخيم"، مبينةً أن "قوة من الفرقة 14 شرعت بالخروج إلى مكان الحادث".