استطلاع: شعبية ميركل ترتفع بعد التدابير المتخذة في أزمة كوفيد-19

اليمين الألماني المحافظ بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل يتصدر المشهد مرة أخرى نتيجة الإدارة الجيدة لانتشار فيروس كورونا المستجد التي أشاد بها الألمان. والحزب الديموقراطي الذي تقوده المستشارة يحقق قفزة بـ7 نقاط في أحدث استطلاع رأي سياسي.
  • المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال مؤتمر صحافي حول انتشار فيروس كورونا المستجد

فقد اليمين الألماني المحافظ، بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل، الكثير من شعبيته مؤخراً، لكنّه عاد ليتصدر المشهد مرة أخرى نتيجة الإدارة الجيدة لانتشار فيروس كورونا المستجد التي أشاد بها الألمان.

قبل أسابيع، عصفت بالمحافظين الألمان أزمة داخلية غير مسبوقة بسبب خلافات حول موقفهم من اليمين القومي، لكنهم نالوا في آخر استطلاعات الرأي 35 في المئة من نيات التصويت.

وحقّق الحزب الديموقراطي الذي تقوده المستشارة قفزة بـ7 نقاط في أحدث استطلاع رأي سياسي أنجزه تلفزيون "زي دي اف" ونشره هذا الأسبوع، ما يعد تقدماً غير مسبوق في تاريخ هذا الاستطلاع.

ورغم انتشار الوباء، وتسجيل حوالى 4 آلاف إصابة جديدة يومياً، تبدو ألمانيا أقلّ تأثراً من بعض جيرانها، ولا سيما لناحية عدد الوفيات.

الخطوط الأمامية 

لم تكن ميركل معتادة على الخطب المطولة، وإنما على التكتم خلال فترات الأزمة إلى درجة اتهامها بالخمول، لكنّها ضاعفت هذه المرة مؤتمراتها الصحافية التي تحدثت فيها عن تفاصيل دقيقة لتدابير الحجر.

ووصل الأمر بالمستشارة إلى إلقاء خطاب غير مسبوق إلى الأمة، تابعه ملايين المشاهدين، حتى إن ميركل توجهت إلى الشارع، فظهرت في مركز تسوق في برلين، وهي بصدد دفع عربة تسوق فيها زجاجات نبيذ وحزمة من ورق المراحيض.

وحازت المستشارة أيضاً تعاطف مواطنيها عند إعلانها الدخول في حجر ذاتي في منزلها عقب اختلاطها بطبيب مصاب بفيروس كورونا المستجد.

منذ ذلك الحين، تواصل المرأة إدارة البلاد عن بعد، وقد عبّرت في تسجيل صوتي عن صعوبة الحجر وغياب الاختلاط مع الوزراء والمستشارين.

وقالت في خطابها اليومي "للأسف، العدد اليومي للإصابات الجديدة لا يسمح لنا بتخفيف التدابير". وبالتالي، يمكن لهذه الأزمة أن تخلط الأوراق في سباق الترشح لخلافة المستشارة في العام 2021.

وفي السياق، كان يتوقع انتخاب قيادي محافظ جديد يوم 25 نيسان/ابريل ليكون مرشحاً للمنصب، لكن ذلك أرجئ إلى أجل غير مسمى.

في الأثناء، تراجع نجم فريدريش ميرز، الخصم الأبرز للمستشارة الوسطية، إذ لم يجد موقفه الليبرالي في المجال الاقتصادي رواجاً لدى الألمان المؤيدين لوجود دعم من الدولة.

في المقابل، يمثل القيادي الجهوي المقرب من ميركل أرمين لاشيت، المدعوم أيضاً من وزير الصحة ينس سباهن ذي الشعبية الواسعة، وجهاً يحظى بتوافق أكبر.

 تراجع اليمين القومي 

وحقق أيضاً رئيس حكومة بافاريا ماركوس سودر تقدماً كبيراً في استطلاعات الرأي.

وصار سودر، المشرف على ولاية متضررة بشدة بكوفيد-19، الشخصية الأكثر شعبية بعد ميركل. ويشيد الألمان بسرعة اتخاذ بافاريا تدابير الحجر.

أما الخضر، الموجودون في المعارضة، فهم ضحايا للأزمة، إذ تراجعت نيات التصويت لهم إلى ما دون 20 في المئة، لكن يبدو حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني القومي أبرز الخاسرين جراء الوضع. وتراجع الحزب الذي يشهد نزاعاً داخلياً مع جناحه الأكثر تشدداً إلى ما دون 10 في المئة.

وفي افتتاحيتها يوم السبت، قالت صحيفة "دير شبيغل": "توجد عودة إلى فضائل غريبة عن "حزب البديل من أجل ألمانيا": التضامن والجدارة والحيطة والثقة في السلطة"، لكنّها عبرت عن خشيتها من عودة الحزب إلى الواجهة في حال نشوب أزمة اقتصادية واجتماعية.

 

المصدر: وكالات