اليمن سيطر على الكوليرا، ولكن ماذا عن كورونا؟

مع انتشار فيروس كورونا حول العالم، والتهديدات بوصوله إلى كل البلدان، يعاني اليمن من الحصار والحرب، وهو الخارج أصلاً من انتشار وباء الكوليرا الذي هدد اليمنيين في السنوات الماضية ولا زالت احتمالات عودته قائمة.
  • وفاة الأطفال بسبب الكوليرا في اليمن

واجهت عبير جمال، المتعافية من مرض الكوليرا للمرة الثالثة توالياً، ويلات حرب مستمرة على بلدها اليمن منذ سنوات، ولم تصدق أنها تغلبت على هذا المرض، خصوصاً في وقتٍ انقطع فيه الدعم الصحي والغذائي والإقتصادي عن البلاد.

تؤمن عبير اليوم بـ "المعجزات الإلهية" فقط، والتي ترى أنها أنقذتها بأصعب الظروف، وتنتظر معجزة رابعة حتى لا يصل فيروس كورونا إلى اليمن، تزامناً مع انتشاره  في كل أنحاء العالم، نظراً لتردي الخدمات الصحية والضربات التي تلقها القطاع الصحي في الأعوام الفائتة.

عبير واحدة من آلاف اليمنيين الذين أصابهم وباء الكوليرا، وواحدة من القلائل الذين تماثلوا للشفاء.

  • عبير جمال، المتعافية من مرض الكوليرا للمرة الثالثة توالياً

اتخذ اليمن تدابير وقائية للحد من انتشار مرض الكوليرا، في ظل الحصار والحرب اللذين فرضهما التحالف السعودي عليه.

وفي السياق، عرض الدكتور خالد المؤيد، مدير عام الترصّد الوبائي في وزارة الصحة اليمنية، خلال حديث مع "الميادين نت"، أعداد الذين أصيبوا بالكوليرا في اليمن منذ عام 2016 إلى اليوم، قائلاً "بلغ إجمالي عدد الحالات التي أصيبت حوالى مليونين و 500 ألف حالة"، كما بلغ عدد الوفيات حوالى 3500 شخص معظمهم من كبار السن والأطفال.

هل لازال اليمن مهدداً بعودة الكوليرا؟

وخلال مقابلة مع  الطبيب المتخصص في الكوليرا الدكتور اسماعيل المنصوري، أكد أنه تمّت السيطرة على الكوليرا في اليمن في هذه الفترة، معتبراً أن الكوليرا "وباء مستوطن في اليمن وأن هناك مخاوف من أن يعود في فصل الصيف القادم" بشكل أكبر من الفترة السابقة.

الكوليرا ليس التهديد الوحيد الذي يواجه اليمنيين، فمع انتشار وباء كورونا في دول عديدة حول العالم، واحتمال انتشاره في كل الدول، يعاني القطاع الصحي اليمني، المتعثر أصلاً، لمواجهة الوباء الجديد.

فما هو وضع اليمن في حال وصول الفيروس وانتشاره بين أبنائه؟

  • المنصوري: تمّت السيطرة على الكوليرا في اليمن في هذه الفترة

اليمن غير قادر على مواجهة كورونا

الدكتور خالد المؤيد، قال في حديثه للميادين نت إن اليمن "غير قادر على مواجهة فيروس كورونا في حال انتشاره"، وذلك بسبب نقص المعدات الطبية والحصار الذي يعاني منه الشعب اليمني.

وأشار المؤيد إلى أن بلاده تقوم بتجهيز الامكانيات "المقدور عليها" كخطوات مسبوقة، واستعداداً لمواجهة هذا الفيروس.

  • المؤيد: اليمن غير قادر على مواجهة فيروس كورونا

هل تكون تهديدات كورونا دافعاً لفك الحصار؟

اعتاد اليمنيون على مواجهة الصعوبات، انطلاقاً من انهيار القطاع الصحي وصولاً إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية بين النساء و الأطفال، الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.

مع دخول الحرب في اليمن عامها السادس، ما زال أثر النزاع يتغلغل عميقاً في اليمن ولم يوفّر أحداً، فهل ستكون التحديات الطبية المرتبطة بكورونا دافعاً لقيام التحالف السعودي بفك الحصار عن المدن اليمنية لتسهيل دخول المساعدات الطبية والمعدات التي تعين القطاع الطبي اليمني على مواجهة الكوليرا وكورونا؟

 

المصدر: الميادين نت