هكذا ردّت المقاومة على باراك... فكانت العملية الفدائية لـ "عروس حيفا"
يصادف يوم 11 آذار/ مارس ذكرى العملية الفدائية التي نفّذتها "عروس حيفا" الشهيدة البطلة دلال المغربي، قائدة مجموعة "دير ياسين" المكوّنة من 12 فدائياً، التي نفذت عملية خطف حافلة جنود الاحتلال في داخل الأراضي المحتلة في هذا اليوم من العام 1978.
وقد أطلق على العملية "عملية القائد الفلسطيني الشهيد كمال عدوان"، الذي اغتاله الاحتلال مع رفاقه كمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت في العام 1973، عبر فرقة تسلّلت إلى بيروت برئاسة رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود باراك.
وقد خطط للعملية الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد)، وكانت تهدف إلى السيطرة على حافلة عسكرية تقلّ جنود الاحتلال والتوجّه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست للضغط على الاحتلال لإطلاق سراح بعض الأسرى.
وعندما تم اغتيال القادة الثلاثة "كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار" في العام 1973، وتخفى إيهود باراك بزيّ امرأة فلسطينية، قال أبو جهاد - خليل الوزير: "نحن الفلسطينيين لا نتخفى بزي النساء، وسنرد عليكم بإرسال امرأة"، وتم اختيار دلال المغربي لإرسالها إلى فلسطين، فقادت عملية الشهيد (كمال عدوان).... وقتلت 37 من جنود الاحتلال.
وحين نفدت الذخيرة من المقاومين، نشرت الصحف في العالم كله صورة إيهود باراك وهو يمسك دلال من شعرها، ويسدد طلقته الحاقدة على رأسها ويجهز عليها.
وقد شارك مع دلال في تنفيذ العملية فدائيون عرب هم: اللبنانيان علي حسين مراد وعامر أحمد عامريه، اليمني محمد حسين الشمري، اليمني عبد الرؤوف عبد السلام علي، والفلسطينيون محمد مسامح ومحمد فضل أسعد وأحمد راجي شرعان وخالد عبد الفتاح يوسف ومحمود علي أبو منيف.
وقد استشهدوا جميعاً باستثناء الأسير اللبناني المفقود يحيى سكاف، والأسيرين المحررين الفلسطنيين إبراهيم فياض وخالد محمد إبراهيم أبو إصبع، اللذين حكم الاحتلال عليهما بـ 25 مؤبداً، على الرغم من عدم اعترافهما بشرعية محكمة الاحتلال. وتم الإفراج عنهما في صفقة تبادل مع الإسرائيليين في العام 1985.
يتذكر أحد أبطال "عملية سفينة كارين اَي" الأسير المحرر سالم السنكري الذي درّب دلال المغربي قبيل تنفيذ العملية، بأن العملية كانت بإشراف أبو جهاد الوزير الذي بقي على اتصالٍ مع دلال ورفاقها حتى لحظة استشهادهم. ويؤكد أن هذه العملية هي التي جعلت "إسرائيل" تجتاح جنوب لبنان بعد 3 أيام في 14 آذار/مارس 1978.
وقد رثاها الشاعر نزار قباني حينها بقوله: "إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية، ورفعت العلم الفلسطيني. ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة على طريق طوله 95 كيلومتراً في الخط الرئيسي في فلسطين".
ورغم مرور 42 عاماً على عملية دلال المغربي، فإن اسمها ما زال يزعج الاحتلال، وإلا ما معنى أن يوعز رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو إلى سفيره لدى الأمم المتحدة داني دانون في اَذار/مارس 2016 بتقديم شكوى ضد السلطة الفلسطنية لاحتفالها بذكرى استشهاد دلال المغربي، بحجة أنها أودت بـ 37 إسرائيلياً.