بزّي للميادين: توقيت العقوبات الأميركية مرتبط بالإعلان عن إنجاز النفط في لبنان
قال الباحث في الشؤون السياسية وسيم بزّي، إن لحظة الإعلان عن التنقيب عن الغاز والنفط، هي "كما قال الرئيس ميشال عون قبلها ليس كما بعدها".
وأضاف بزّي للميادين، أنه "حالة الإفقار المفاجئ التي تعرض لها البلد بأقل من 6 أشهر، تطرح تساؤلات حول هل إذا ما تعرضنا له من واقع صعب مالي إقتصادي والأزمة التي نعيشها مرتبطة باللحظة التي أعلنا عنها؟".
وأكد بزي أن "هناك جهداً استثنائياً بذله لبنان منذ 2010 يحق للرئيس ميشال عون أن يقول من خلاله إن لبنان أمام لحظة تاريخية"، معتبراً أن "تصريحات الرئيس عون منذ يومين ليست إلا رسالة أمل ضد اليأس الذي يتعرض له لبنان".
وتابع: "صحيح أننا ننتظر الاختبارات ونتيجتها لحزيران/ يونيو لكن جغرافيا شرق المتوسط كلها من حقول فلسطين المحتلة إلى حقل زهر المصري على الإسكندرية وإلى قبرص واليونان وحتى الشاطئ السوري تقول إن هذه الجغرافيا البحرية مكتنزة بالثورات".
ولفت إلى أن "أحد أسباب الحملة التي يتعرض لها لبنان هو وضعه أمام مقايضة تاريخية عبر ربط الفقر والأزمة الاقتصادية اللبنانية تزامناً بالمحددات المطلوبة مننا من قبل العدو ومن قبل الولايات المتحدة الأميركية"، مشدّداً على أن "هذا هو المعنى الحقيقي للمعركة".
وتحدّث بزّي عن 3 سياقات تأثّر على إعلان النفط، أولها "المعركة السياسية في الداخل وتأثيرها على وقعها"، واعتبر أن "هناك واقع نفسي إعلامي معنوي، مع لحظة الإعلان سيفرض نفسه".
والسياق الثاني وفق بزّي، هو "الصراع الاستراتيجي الكبير بالمنطقة وربطه بمسألة الحدود البحرية والصراع مع العدو".
أمّا السياق الثالث الذي تحدث عنه الباحث اللبناني في الشؤون السياسية، يتعلّق "بزيارات ديفيد ساترفيلد ومن بعده ديفيد شينكر"، مشيراً إلى أن "الأميركي كان يضبط بدقة وقع الأزمة الداخلية وحالة الابتزاز الموجود للدولة بالسماح لنا بأن ندخل إلى عالم النفط والغاز".
وقال "الأميركي مزعوج وجود الثلاثي "الإيطالي، الروسي، الفرنسي (total)" في الجنوب اللبناني بعيد عنها، والشركة التي أخذت مصفاة النفط في طرابلس أيضاً كانت بعيدة عنها".
وشدد بزي على أن الأميركي يريد جدياً أن يكون في المنطقة ما بين كسروان وجبيل (بلوك 4) لمجموعة أسباب، من ضمنها أنها " قريبة على القواعد التي أصبحت موجودة فيها في الأراضي اللبنانية كي يقوموا بتوازن مقابل الروسي بحميميم".
واعتبر بزي أن توقيت العقوبات الأميركية مرتبط بالإعلان عن إنجاز النفط في لبنان، مشيراً إلى أنّها تسعى "لتأكيد أجندتها بوجه المقاومة".
ورأى أن "الصراع على الثورة البحرية اللبنانية عنوان أساسي في المعركة الاستراتيجية"، لافتاً إلى أن "الإسرائيلي وصل إلى استنتاج أن أي حرب قادمة كالكلاسيكية الذي شهدناه في تموز ستكون خاسرة وموازنة بين الكلفة والحاصل".
كما تابع: "هم يدركون أن قدرة حزب الله على إفشال أهدف القادمة أكبر بكثير من حرب تموز".
بزّي رأى أن معالم الحرب القادمة الحرب القادمة تنقسم إلى نوعين، أولها "حرب السايبر والقدرات الإلكترونية المتطورة التي يملكها العدو والتي يملكها محور المقاومة ووصلت فيها إيران إلى درجة عالية جداً من التطور"، لافتاً إلى أن "المعترضات الأميركية بعين الأسد لم تعمل، والإيرانيين تحكموا بدقة بين لحظة الإطلاق والهدف الذي سقطت عليه الأهداف" .
أمّا النوع الثاني من معالم الحرب، وفق بزّي، فهو "الذكاء الصناعي وهي الـ data الجديدة التي ترتكز على الحرب الناعمة أكثر من الحرب الخشنة".