سلامة للميادين: المحادثات الليبية في جنيف فرصة ثمينة لوقف دائم لإطلاق النار

المبعوث الأممي الخاص لحلّ الأزمة الليبية غسان سلامة، يؤكد أنه اتصل تقريباً بكل الشخصيات المدعوّة للمفاوضات الليبية المقبلة، ويشير إلى أن إعادة إحياء مؤسسات شرعية موحدة تعبر عن دولة واحدة هو الموضوع الأساسي في الاجتماعات.
  • سلامة للميادين: مصير مسودة الدستور والقاعدة الدستورية لانتخاب الرئيس في ليبيا من المسائل العالقة

قال المبعوث الأممي الخاص لحلّ الأزمة الليبية غسان سلامة، إنه اتصل تقريباً بكل الشخصيات الليبية المدعوّة، التي ستشارك في الاجتماعات المقررة في جنيف في 26 شباط/فبراير الجاري.

وأضاف سلامة في مقابلةٍ خاصة مع الميادين، أنّ التحضيرات اللوجستية بدأت، مؤكداً أنه تم حجز المكان المناسب داخل قصر الأمم المتحدة في جنيف، حيث ستجري المفاوضات.

وأشار إلى أن هناك عدد هائل من القضايا الرئيسية التي وضعها الليبيون جانباً وقد تفاقمت مع مرور الزمن، لافتاً إلى أن مصير مسودة الدستور والقاعدة الدستورية لانتخاب الرئيس في ليبيا من المسائل العالقة.

وشدّد على أن إعادة إحياء مؤسسات شرعية موحدة تعبر عن دولة واحدة هو الموضوع الأساسي في الاجتماعات، مبدياً حرصه على أن يتمّ تمثيل عموم ليبيا في الاجتماعات المقبلة.

سلامة لفت إلى أنه طلب من كل أعضاء مجلس النواب في كل دائرة من الدوائر الـ13 أن يختاروا ممثلاً عنهم، مؤكداً أنها المرة الأولى التي يحصل فيها هذا النوع من المفاوضات وبهذا المستوى.

وبينما اعتبر أنه "خلال مؤتمر برلين كان هناك عمل جاد"، قال سلامة إن الأطراف الخارجية أعطيت حقها في التعبير عن مصالحها خلال الاجتماعات التي سبقت "مؤتمر برلين".

ورأى سلامة أن "القرار 2510 أصبح القاعدة القانونية للعمل وفق المسارات الثلاثة التي وضعتها البعثة الأممية"، مشيراً إلى أنه في غاية الوضوح ويؤكد على وجوب وجود اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن محادثات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة استؤنفت في جنيف بعد اتصالات دامت ليلة كاملة "وستستمر اجتماعات هذه اللجنة في نفس الإطار الذي بدأت به". 

سلامة أوضح أنه سعى في مؤتمر برلين إلى تأمين غطاء دولي لما يتفق عليه الليبيون، لافتاً إلى أنه لم يقبل يوماً أن "يحل طرف خارجي مكان الليبيين أنفسهم".

وأشار إلى أنه لن يقبل "بأي وصاية دولية على ليبيا حتى لو قبلها الليبيون أنفسهم"، مبدياً أمله "بتنفيذ القرار 2510".  

ووفق المبعوث الأممي، فإنه تم إحصاء أكثر من 150 خرقاً للهدنة في ليبيا، مستدركاً بأنّ "معدل القتال في ليبيا انخفض بعض الشيء وهناك اعتبار للهدنة وليس احتراما كاملاً".

وقال "من الضروري تحويل الهدنة إلى اتّفاقية حقيقية شاملة لوقف النار في ليبيا "، كاشفاً أن "هناك خروقات لم تتوقف لحظر توريد الأسلحة بأكثر من 20 مليون قطعة سلاح".

وإذ عبّر عن عدم رضاه عن نشاط لجنة العقوبات في مجلس الأمن، دعا سلامة الأخير ليكون قاسياً مع الذين يورّدون السلاح إلى ليبيا والذين يستوردونه. 

وتابع: "ليس هناك حل لتطبيق وقف توريد السلاح إلى ليبيا إلا الحل السياسي"، مشدداً على أن الاجتماعات تمثّل فرصة ثمينة لتحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار. 

"نعمل باستمرار لإعادة فتح مطار طرابلس وإعادة تسييره"، قال سلامة، معتبراً أنه المتنفس الطبيعي لأهلها، وأبدى تفهّمه لـ"امتعاض حكومة الوفاق بعد قصف ميناء طرابلس"، قائلاً: "لكن الحكومة تعلم أن التفاوض فرصة لا تفوت".

وبحسب المبعوث الدولي، فإن قرار إعادة المفاوضات "كان ليبيّاً خالصاً بعد اتصال بين البعثة الأممية ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج".

ولفت إلى وجود "دور كبير لروسيا ودور كبير لتركيا"، ومن هذا المنطلق حرص على "دعوتهما إلى مؤتمر برلين".

وبينما قال إن هناك أكثر من 400 ألف نازح في ليبيا ودمار ومزيد من التدخل الخارجي، أمل سلامة أن "يتم تنفيذ القرار 2510 وليس كما يجري مع قرارات أممية حول فلسطين".

المصدر: الميادين