هآرتس: القصة السرية للعلاقة بين "إسرائيل" والسودان
تحت عنوان "رشاوى ومتفجرات ومليارديرات سعوديون.. القصة السرية للعلاقة بين "إسرائيل" والسودان" يستعرض يوسي ميلمان في صحيفة هآرتس الإسرائيلية ما يقول إنها قصة صعود وهبوط وحرب وعلاقة نفعية وعداء وتهريب للأسلحة والبشر، ومؤامرات وتحويلات مصرفية سرية، إنها قبل كل شيء علاقة مركبة من التفاصيل التي تتسم بالسرية. من المحطات التي يستعرضها الكاتب مرحلة البشير حيث يقول إن الاخير خان إيران وصادق المملكة العربية السعودية، معززاً ذلك عن طريق إرسال قوات سودانية للقتال في حرب اليمن مقابل المال والنفط السعوديين.
ويعتبر المقال أن السنوات الخمس الأخيرة من انفتاح السعودية على "إسرائيل" شجّعت البشير على مغازلتها لأسبابه الخاصة. فقد كان يأمل أن يتمكن نتنياهو والموساد من استخدام نفوذ AIPAC والمنظمات اليهودية الأميركية لإزالة سجله من الجرائم وتلميع سمعته في مقابل تشكيل علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل".
ووفقاً لتقارير أجنبية، فإنه في المرحلة الأخيرة من حكم البشير التقى رئيس الموساد يوسي كوهين مع نظيره السوداني الجنرال صلاح غوش في ما كان محادثات أولية حول شكل من أشكال العلاقات التجارية والدبلوماسية بين البلدين، لكنّ ما جرى أنه مع بدء الاضطرابات الداخلية واتساع رقعة المعارضة أدرك الموساد أن البشير كان حصاناً خاسراً لأن أيامه كانت معدودة.
يقول الكاتب إنه الآن ومع رحيل البشير يمكن أن تكون الظروف مهيأة لنهضة العلاقات بين القدس والخرطوم بفعل تأثير الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومختلف دول الخليج، حيث جددت حكومة نتنياهو جهودهاً لتحويل السودان إلى دولة عربية إقليمية صديقة لـ "إسرائيل"، وفي الوقت الحالي طلب "إسرائيل" الصغير والفوري هو السماح للطائرات الإسرائيلية بالطيران فوق الأجواء السودانية.
لكن الأمر لن يكون سهلاً، فالمعارضة السياسية السودانية تحدّت موقف البرهان بمجرد تسرب خبر اجتماعه؛ لقد اتهموه بالتعاون مع "العدو" بينما زعمت القيادة المدنية في البلاد أنه لم يتم إخطارها بالاجتماع مسبقاً على الإطلاق.
يخلص ميلمان إلى أنه يحلو لنتنياهو القول إن لقاءه مع البرهان علامة واضحة أخرى على كيفية تغير الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، لكنّ التاريخ المتعرج وغير المتسق للعلاقات بين "إسرائيل" والسودان يشي بأن هذا التغيير بالذات قد لا يكون سلساً للغاية أو مستداماً.