انطلاق أعمال "مؤتمر برلين" لبحث الأزمة الليبية
انطلقت أعمال "مؤتمر برلين" للبحث بحلٍّ للأزمة الليبية بمشاركة 11 دولة و3 منظمات دولية واقليمية، واللواء خليفة حفتر ورئيس حكومة "الوفاق" فائز السراج.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في كلمة له: "نحن هنا لخلق بيئة دولية مواتية لليبيين أنفسهم للالتقاء وإيجاد الحلول"، معتبراً أن بيان برلين "يؤكد على المبادئ الأساسية للحفاظ على السلام والأمن الدوليين، مثل السيادة وعدم التدخل واحترام القانون الدولي بما في ذلك قرارات مجلس الأمن".
وجدد دعوته "لكل المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في الصراع، لوقف فعال للأعمال العدائية وإسكات الأسلحة".
ومن جهته، أكد الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، أنَّ الأمل في استمرار الحوار الليبيِّ لم يفقَدْ بعد، بالرغم من عدم توقيع المشير حفتر "اتفاق موسكو".
وخلال لقائه الرئيس التركيّ رجب طيب إردوغان، على هامش مؤتمر برلين الدولي، دعا بوتين إلى المضيّ قدماً برغم أنَ كلَ الأمور لم تُحلَّ في موسكو.
أما إردوغان فانتقد عدم توقيع حفتر اتفاق موسكو، داعياً إلى بذلِ جهودٍ أكبر في برلين من أجل تحقيق الهُدنة.
وأفادت وكالة رويترز أنَّ مسوّدة بيان مؤتمر برلين بشأن ليبيا تحثّ جميع أطراف النزاع على الامتناع عن استهداف منشآت نفطية.
ووصل عدد من الوفود الدولية المشاركة في المؤتمر الذي تستضيفه العاصمةُ الألمانية اليوم الأحد حول ليبيا.
موفد الميادين إلى برلين أفاد بأن لقاءات جانبية عقدتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع ممثلي عدد من الوفود عشية المؤتمر، مضيفاً أنه لا يوجدُ حتى الآن أي قرار بإجراء محادثات مباشرة بين الأطراف الليبيين.
ووصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى برلين للمشاركة في المؤتمر الدولي بشان الازمة الليبية.
مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية يرافق بومبيو قال إن الصراع في ليبيا بات يشبه الصراع السوري بشكلٍ متزايد، وأكد أن فرص نجاح مؤتمر برلين معقدة للغاية وكل طرف متشبث بموقفه.
إردوغان وقبيل توجهه إلى برلين للمشاركة قال إن "المؤتمر خطوة مهمة لتعزيز وقف إطلاق النار".
وأضاف "لقد جرى التغاضي عن انتهاكات الانقلابي خليفة حفتر وداعميه لقرارات مجلس الأمن الدول"، مشدداً أن "تركيا أصبحت مفتاح السلام في ليبيا".
واعتبر إردوغان أن الطريق المؤدي إلى السلام في ليبيا يمُر عبر تركيا، وفي مقالة في مجلة "بوليتيكو" الأميركية حذر إردوغان أُوروبا من أنها ستواجهُ مشاكل وتهديدات جديدة إذا أُسقط ما وصفهُ بالحكومة الشرعية في ليبيا.
بدوره، أكد المبعوثُ الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أن البلاد تحتاجُ إلى وقف كل التدخلات الخارجية في شؤونها.
وعشية المؤتمر الدولي قال إن المؤتمر يريدُ تحويل الهُدنة إلى وقف فعلي لإطلاق النار مع رقابة وفصل بين طرفي النزاع وإجراء إعادة انتشار للأسلحة الثقيلة.
سلامة قال إنه يستطيع تأكيد وصول مسلحين من سوريا إلى ليبيا "مقدراً عددهم بما يتراوح بين 1000 و2000 مسلح".
في الأثناء، دعا رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية قبل القمة إلى نشر "قوة حماية دولية" في ليبيا في حال رفض المشير خليفة حفتر وقف العمليات العسكرية ضد طرابلس.
وشكك المتحدث السابق باسم الحكومة الليبية في عهد معمر القذافي موسى إبراهيم في نوايا الغرب من عقده مؤتمر برلين حول الأزمة في ليبيا، واعتبر موسى في نشرة سابقة على الميادين أن هدف الغرب في ليبيا هو السيطرة على ثرواتها.
ورفضت تونس تلبية المشاركة في مؤتمر برلين بشأن ليبيا لتأخر الدعوة الخارجيةُ التونسية أكدت عدم تغير ثوابت موقفها المتمسك بالشرعية الدولية وبالوقوف على المسافة نفسها من الفُرقاء الليبيين.