تصعيد تركي ضد "قسد" والجيش السوري في ريف الحسكة والرقة بعد فترة هدوء

عادت المواجهات بين الجيش السوري و "قسد" وفصائل "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا من جهة أخرى، بعد أكثر من شهرٍ على الهدوء النسبي على جبهتيّ ريف الحسكة والرقة.
  • استبعدت مصادر ميدانية اتّساع دائرة المواجهات

بدأ التصعيد بعد انفجار سيارة مُفخَّخة في قرية الأربعين في ريف الحسكة، إثر اتهام فصائل " الوطني" لـ" قسد" بإرسالها إلى القرية، ما أدَّى إلى استشهاد مدنيين إثنين، وأنباء مُتضارِبة عن مقتل عددٍ من جنود الجيش التركي ومُسلَّحي الفصائل في المنطقة.

وبعد التفجير أغلق الجيش التركي، معبر " أمّ عشبة" في ريف رأس العين في مناطق التماس مع "قسد" والجيش السوري، مع إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة دخلت من قرية السكرية الحدودية، باتجاه محور قريتيّ الداودية والمناخ في ريف تل تمر الشمالي الشرقي.

وتزامَنت التحرّكات التركية في ريف الحسكة، مع قصفٍ طال قريتيّ الديس وهوشان في ريف عين عيسى، مع امتداد القصف لقريتيّ المناخ وأمّ حرملة في الريف الفاصِل بين تل تمر ورأس العين.

وتلا القصف هجوم لمُسلَّحي فصائل " الجيش الوطني" على قرية الدبس، على مواقع انتشار " قسد"، ما أدَّى إلى سقوط قتلى من الطرفين. فيما قالت مواقع إعلامية مُقرَّبة من " قسد" أنها "صدَّت الهجوم وتمكَّنت من قتل 76 من مُسلّحي الفصائل وتدمير سيارة مُحمَّلة بالدوشكا، ليمتد بعدها التصعيد إلى ريف الحسكة، من خلال هجوم لمُسلَّحي الفصائل على مواقع الجيش السوري و "قسد"، في محور قرية المناخ، من دون معلومات عن الخسائر.

واستبعدت مصادر ميدانية لـ"الميادين نت"، اتّساع دائرة المواجهات، مؤكَّدة أن ما حصل هو " مواجهات محدودة نتيجة التوتّر الذي حصل إثر انفجار السيارة المُفخَّخة في قرية الأربعين"، مؤكِّدة أن " مُسلَّحي الفصائل نقلوا عدداً من المُسلَّحين باتجاه جبهة ريف إدلب التي تشهد مواجهات مع الجيش السوري، مع التحاق عدد من المُسلَّحين بالمعارك الدائِرة في ليبيا". وتوقَّعت المصادر أن " يعود الهدوء إلى الجبهات، مع احتمالية استمرار الانتهاكات من مُسلَّحي الفصائل".

إلى ذلك، ورغم إعلان الجيش السوري عن فتح طريق حلب الحسكة الدولي، المعروف باوتستراد "m4"، منذ قرابة شهر، إلا أن الطريق لا يزال مُغلَقاً أمام حركة السفر والقوافل التجارية، بسبب منع "قسد" المدنيين من عبور الطريق، حِفاظاً على سلامتهم.

وبحسب مصادر أهلية لـ"الميادين نت"، فإن " قسد أبلغت المدنيين أنها تلقَّت وعوداً من الجانب الروسي بإبعاد الفصائل لمسافةٍ تزيد عن 6 كم شمال الطريق"، وأكَّدت المصادر أن " قسد تنتظر انسحاباً لمُسلَّحي الفصائل بالمسافة المُحدَّدة لإعادة فتح الطريق أمام حركة المدنيين والقوافل التجارية".

وكانت "قسد" قد حوَّلت مسار باصات النقل العامة والقوافل التجارية إلى طريق الحسكة/ الرقة القديم، المعروف بطريق "أبيض"، كطريقٍ بديلٍ عن طريق حلب/ الحسكة الدولي، "لحين توافر الظروف الآمِنة لسلوكه"، بحسب ما أعلنت.