العراق يشيع شهداء العدوان الأميركي... ومواقف سياسيّة مندّدة
أفاد مراسل الميادين بأنّ حشوداً من العراقيين اتجهت نحو الجسر المعلق المؤدي إلى السفارة الأميركية في بغداد لتشييع الشهداء الذين ارتقوا في العدوان الأميركي على مقر الحشد الشعبي في الأنبار.
وأشار إلى أنّ المشيعيين في بغداد يمرون أمام السفارة الأميركية حاملين نعوش الشهداء، وباشروا نصب الخيم هناك.
كما اتخذ المشيعون قراراً باعتصام مفتوح أمام السفارة الأميركية والمطالبة بإغلاقها وطرد القوات الاميركية، وفقاً لمراسلنا.
وفي هذا الإطار، رفع المشيعون لافتات تحذّر من دخول البرلمان في حال لم يتم إقرار إخراج القوات الأميركية. يأتي ذلك في حين أطلقت عناصر أمن السفارة الأميركية قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين أمامها.
وذكر مراسل الميادين أنّ السفير الأميركي في بغداد في إجازة خارج العراق منذ ما قبل 25 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
ولفت إلى أنّ رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض شارك في التظاهرات المطالبة بخروج الأميركيين من العراق.
مراسل الميادين تحدث عن أنّ متظاهرين أحرقوا جانباً من السور الخارجي للسفارة الأميركية، فضلاً عن اقتحامهم البوابة الخارجية للسفارة وسط دعوات لهم بالاكتفاء بالاعتصام.
مواقف سياسية عراقية مندّدة
قال الرئيس العراقي برهم صالح إن محاولة اقتحام السفارة الأميركية في بغداد يعد تجاوزاً للسياقات والاتفاقات الدولية، وأضاف أن التعرض إلى البعثات الدبلوماسية المعتمدة في العراق يعد ضرباً لمصالح العراق وسمعته الدولية.
وتلقى رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي اتصالاً هاتفياً مساء اليوم من الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقال عبد المهدي إن العراق يريد أن يكون بلد تفاوض وتهدئة ليبعد خطر الحرب عن العراق وعن الجميع.
وكان عبد المهدي قد طلب من الجميع المغادرة فوراً من أمام السفارة الأميركية،معتبراً أنّ أي اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات الأجنبية هو فعل ستمنعه بصرامة القوات الأمنية.
وأضاف أنه تمت إدانة الضربة الأميركية على قطعاتنا العسكرية من قبل الحكومة بأعلى المستويات.
وتعليقاً على العدوان الأميركي الأخير على العراق أعلنت الخارجية العراقية عزمها على استدعاء السفير الأميركي لتقديم احتجاجها إليه، فيما أعلن مجلس الأمن العراقي أن الاعتداء الأميركي يدفع بغداد إلى مراجعة العلاقة مع التحالف وسياقات العمل أمنياً وسياسياً وقانونياً، وقال مجلس الأمن العراقي إن الاعتداء يدفع بغداد إلى مراجعة العلاقة مع التحالف الأميركي وسياقات العمل أمنياً وسياسياً وقانونياً.
رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أكّد أنه حاول إبلاغ كتائب حزب الله بالضربة الأميركية بعدما أبلغه وزير الدفاع الأميركي بها، واعتبر أن الإعتداء الأميركي على القوات المسلحة العراقية هو اعتداء آثم ومرفوض وستكون له تبعات خطيرة.
المجلس الوزاري الذي عقد اجتماعاً طارئاً حذر من أن تهديد أمن العراق وإدخاله في صراعاتٍ جانبية سيرتدان على الجميع بأشد المخاطر والخسائر، وجدد رفضه أن يكون ساحة اقتتالٍ أو طرفاً في أي صراعٍ إقليمي أو دولي، لافتاً الى أن القوات الأمنية هي التي تستعين بشركائها لا أن يقوم الآخرون بذلك على نحوٍ منفرد، وضدّ إرادة الدولة.
وزارة الخارجية العراقية دانت ما أقدمت عليه القوات الأميركية من قصف مقار ألويةٍ تنتمي إلى الحشد الشعبي، ولفتت في بيانٍ لها إلى أن ذلك انتهاك صارخ لسيادة العراق، وأكّدت أن الحشد الشعبي قوة وطنية عراقـية كان لها الأثر الفاعل في الدفاع عن العراق، وشددت على أن العراق لن يسمح بأن يكون ساحة صراعٍ أو مقراً لاستخدام أراضيه للإضرار بدول الجوار، وأشار بيان الخارجية الى أنه سيجري استدعاء السفير الأميركي في بغداد وإبلاغه ما تقدّم.
نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس تفقّد جرحى الاعتداء الأميركي، وزار المهندس الجرحى في المستشفى مثمناً جهودهم وتضحياتهم في سبيل الدفاع عن الوطن والذود عن حدوده.
وتتوالى المواقف العراقية المنددة بالإعتداء الأميركي الذي استهدف مقار للحشد الشعبي وحزب الله العراق، وقد أجج العدوان الأميركي على الحشد الشعبي الغضب الشعبي حيث خرجت تظاهرات شعبية في النجف والديوانية وفي ديالى مؤيدة للحشد، وقد رفع خلالها المشاركون رايات الحشد ورددوا هتافاتٍ تطالب بطرد الأميركيين من العراق، كما أحرق المحتجون العراقيون الأعلام الأميركية والإسرائيلية، وفي محافظة البصرة جنوب العراق خرجت تظاهرات حاشدة دعماً لموقف المرجعية وتنديداً بالعدوان الأميركي، ومطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق.