وفاة قائد أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح

الرئاسة الجزائرية تعلن وفاة نائب وزير الدفاع الجزائري وقائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، الذي تدرّج في السلك العسكري منذ العام 1957 ليصبح في السنوات الأخيرة أحد أبرز رجالات الدولة وأكثرها نفوذاً.
  • قايد صالح من أبرز قيادات الجيش الجزائري خلال فترة "العشرية السوداء"  (أ ف ب).

 

توفي اليوم الإثنين، نائب وزير الدفاع الجزائري وقائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، نتيجة تعرضه لأزمة قلبية حادة. 

الرئاسة الجزائرية أعلنت الحداد الوطني العام 3 أيام و7 أيام داخل مؤسسة الجيش على رحيل قايد صالح، في حين عيّن الرئيس الجزائري عبد المجيد تَبون، اللواء السعيد شنقريحة، قائداً لأركان الجيش خلفاً له.

قايد صالح.. من "الحركة الوطنية" إلى الجيش الشعبي

ولد قايد صالح في 13 كانون الثاني/يناير 1940 بولاية باتنة. التحق وهو شاب بـ"الحركة الوطنية"، منذ عام 1957، حيث تدرج في سلّم القيادة ليُعين قائد كتيبة على التوالي بالفيالق 21 و 29 و 39 لـ"جيش التحرير الوطني". 

غداة الاستقلال الجزائري عام 1962 أجرى صالح دورة "تكوينية" في الجزائر لمدة سنتين، والإتحاد السوفياتي، لمدة سنتين أيضاً، وتخرّج منها بشهادة عسكرية من أكاديمية "فيستريل"، ليشارك خلال تلك الفترة بحرب الاستنزاف في مصر عام 1968. 

كان أحمد قايد صالح من أبرز قيادات الجيش الجزائري خلال فترة "العشرية السوداء" التي شهدت "تمرد الإسلاميين" في التسعينات. وتمت ترقيته إلى رتبة لواء بتاريخ عام 1993، وفي عام 1994 عيّن قائداً للقوات البرية. ليتم تعيينه عام 2004، رئيساً لأركان الجيش الوطني الشعبي، ومن ثم تقلّد رتبة فريق عام 2006. ومنذ عام 2013 يتولى منصب نائب وزير الدفاع الوطني، ورئيساً لأركان الجيش.

يعتبر الكثيرون الفريق أحمد قايد صالح الذراع اليمنى للرئيس الجزائري الأسبق عبد العزيز بوتفليقة. وتردّد أنه في عام 2013 عندما أصيب بوتفليقة بجلطة دماغية، ونُقل  إلى المستشفى في فرنسا للعلاج، كانت قيادة الاستخبارات السابقة وعلى رأسها محمد مدين، تسعى للإطاحة ببوتفليقة، إلا أن قايد صالح تمكّن من الإطاحة بعدد كبير من كبار ضباط الاستخبارات وإفشال المخطط.

كان قايد صالح يعد من أحد أبرز الوجوه العسكرية داخل هرم قيادات الجيش الجزائري، والصديق المخلص لبوتفليقة وشقيقه سعيد بوتفليقة. وفي عام 2014، أثبث قايد صالح ولاءه مرة جديدة لبوتفليقة من خلال دعمه لفترة رئاسية رابعة. لكن مرض الرئيس المتكرر، حذى بالجنرال إلى تصدر المشهد الإعلامي والسياسي في الجزائر كأحد رموز النظام وممثلهم في معظم وسائل الإعلام الوطنية.

أيّد قايد صالح ترشّح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة في البداية، لكن وخلال الحراك الشعبي الجزائري المناهض للعهدة الخامسة خلال الانتخابات الرئاسية الجزائرية خلال العام الجاري، تبنى الجنرال الجزائري "خطاباً تصالحياً"، أعلن فيه دعم الجيش للشعب الجزائري المحتج على الولاية الخامسة.

وفي 26 آذار/مارس 2019، اقترح قايد صالح على المجلس الدستوري الجزائري إعلان عائق بوتفليقة الصحي وتطبيق المادة 102 من الدستور الجزائري. وبعد أقل من أسبوع على بيان قايد صالح، أعلنت الرئاسة في الأول من أبريل/نيسان أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيقدم استقالته قبل أيام من تاريخ انتهاء ولايته، والتي تمت في الثاني من الشهر ذاته. وقبل ساعات قليلة من الإعلان الرسمي عن استقالة الرئيس، طلب الجنرال أحمد قايد صالح التطبيق الفوري للإجراء الدستوري لإقالة رئيس الدولة.

وفي فترةٍ لاحقة أطلق قايد صالح عملية "الأيدي النظيفة"، برر فيها اعتقال أفراد من أسرة بوتفليقة وعدد من رجال الأعمال، بتهم فساد، بمن فيهم سعيد بوتفليقة ومحمد مدين وبشير طرطاق ورضا كونيناف وإخوانه وعلي حداد، بالإضافة إلى بعض المعارضين للنظام.