روحاني من القمة الإسلامية المصغرة في كوالالمبور: قضية فلسطين ستبقى رئيسية
تستمر فعاليات القمّة الإسلامية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، التي تهدف للتّعامل مع القضايا التي يواجهها العالم الإسلامي ومعاناة المسلمين والهجرة الدولية واسعة النطاق بينهم، وذلك بحضور نحو 56 دولة إسلامية أبرزها قطر وتركيا وإيران، وغياب لافت لكل من السعودية وباكستان.
وأكد الرئيس الماليزي مهاتير محمد أن القمة التي تستضيفها بلاده، لا تهدف كما أُشيع إلى التمييز ضد اشخاص أو إقصاء أحد، بل تبحث عن حلول مقبولة وعمليّة لعدد منَ القضايا في العالمِ الاسلامي، وبعد إثبات نجاحها تعرض على بقية الدول.
وشدد محمد على أن بعض المسلمين يمارسون عنفاً واستبداداً حيال بعضهم البعض، مركّزاً على "ضرورة فهم المشكلات التي يعاني منها العالم الإسلامي، وإدراك أسبابها، ومواجهة أسباب الحروب الداخلية، وغيرها من الكوارث، والعمل على تقليل هذه المشكلات، وإصلاح سمعة ديننا".
من جهته، دعا أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى اعتماد أساليب التفاوض والحوار في حل القضايا العالقة بين الدول، رافضاً استخدام أساليب القوة والحصار والتجويع وإملاء الرأي. وأكد أن ذلك يتطلّب حداً أدنى من الإجماع على منح صلاحيات أوسع للمؤسسات الدولية التي لا يسود فيها حق الفيتو لهذه الدولة أو تلك.
ونوّه تميم بأن "العالم يعاني من ازدواجية المعايير حتى في التعامل مع حقوق الإنسان، لافتاً إلى أن بقاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو أحد أهم أسباب عدم الاستقرار في المنطقة، إضافةً إلى تحييد الشرعية الدولية وتهميشها، ومحاولة إملاء إرادة الاحتلال بالقوة في فلسطين، حيث تتواصل سياسات الضم والاستيطان بما في ذلك تهويد القدس، وهي السياسات التي تصفي الطابع العربي للمدينة، وتستفز مشاعر العرب والمسلمين في كل مكان".
بموازاة ذللك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني "إن الحرب في سوريا واليمن، والفوضى في العراق ولبنان وليبيا وأفغانستان، هي نتيجة التطرف الداخلي والتدخلات الخارجية". وشدد على أن "قضية فلسطين ستبقى قضية رئيسية للأمة الإسلامية وأي تجاهل لها سيكون انحرافاً".
كما لفت إلى أن العقوبات الاقتصادية أصبحت أدوات رئيسية لدول تنتهج سياسة التنمر، وأن "الاقتصاد الرقمي سيشكل الطريق في مستقبلنا لمواجهة التحديات المطروحة". ودعا الدول الإسلامية إلى التحرر من النظام المالي الأميركي وهيمنة الدولار، وإيجاد آليات بديلة للتعاون المالي والاقتصادي بين هذه البلدان.
كما رأى الرئيس الإيراني أن تعاون تركيا مع السلطات السورية ضروري لمواجهة الإرهاب بما في ذلك إدلب.
وخلال لقائه نظيره التركي رجب طيب إردوغان على هامش قمة كوالالمبور للدول الإسلامية عبّر روحاني عن قلقه من استمرار الوجود الأميركي في سوريا ومحاولاته الاستيلاء على آبار النفط في البلاد، كما بحث الطرفان تفاعل طهران وأنقرة في إطار عملية أستانة.
من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي الذي فشل في حماية المسلمين، وجعل العالم رهينة للدول الخمس الكبرى في العالم. وطالب بوقف الجرائم التي ترتكب بحق أقلية الروهنغيا في ميانمار، وإعادة النظر في أسلوب التعاطي مع الاحتلال الإسرائيلي وتهويد القدس وإعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني واستعادة كرامته.
وشدّد إردوغان على ضرورة الإسراع في إنهاء الصراع في سوريا بهدف معالجة القضايا الإنسانية وإعادة اللاجئين إلى موطنهم، موضحاُ أن بلاده ستواجه إرهاب حزب العمل الكردستاني بنفس الطريقة التي قضت بها على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان اتخذ قراراً بعدم الحضور في اللحظات الأخيرة، بعدما كان عازماً في البداية الحضور.
وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن هذه الخطوة أتت بعد ضغوط من السعودية التي أكدت أنها لن تحضر إلا إذا عقدت القمة تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي.