الحريري يستبق الاستشارات النيابية بالاعتذار عن تأليف الحكومة
أعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية سعد الحريري أنه لن يكون مرشحاً لتشكيل الحكومة المقبلة. في وقت أفاد فيه مراسل الميادين بأن كتلة المستقبل تتجه لعدم تسمية أي شخصية لتأليف الحكومة في الاستشارات غداً الخميس.
وقال الحريري في بيان له مساء الأربعاء "منذ أن تقدمت باستقالتي قبل 50 يوماً تلبية لصرخة اللبنانيين واللبنانيات سعيت جاهداً للوصول إلى تلبية مطلبهم بحكومة اختصاصيين رأيت أنها الوحيدة القادرة على معالجة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي يواجهها بلدنا".
وأضاف "لما تبين لي أنه رغم التزامي القاطع بتشكيل حكومة اختصاصيين، فإن المواقف التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية من مسألة تسميتي هي مواقف غير قابلة للتبديل، فإنني أعلن أنني لن أكون مرشحاً لتشكيل الحكومة المقبلة، وأنني متوجه غداً للمشاركة في الاستشارات النيابية على هذا الأساس، مع إصراري على عدم تأجيلها بأي ذريعة كانت".
وختم بالقول "دعوت كتلة المستقبل النيابية للاجتماع صباح غدٍ الخميس لتحديد موقفها من مسألة التسمية".
رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، قال تعليقاً على موقف الحريري "نقدر الموقف الذي اتخذه الحريري بالإعلان أنه لم يعد مرشحاً لرئاسة الحكومة، وأنه ذاهب للاستشارات النيابية غداً".
وتمنى باسيل على الحريري أن يقترح من موقعه الميثاقي شخصية موثوقة لتشكيل حكومة تحظى بثقة الناس.
يأتي هذا الكلام في وقتٍ تستمر فيه المشاورات في لبنان قبل ساعات من بدء الاستشارات النيابية لتكليف رئيسٍ لتأليف الحكومة العتيدة. وأعلنت مصادر مقربة من الرئاسة اللبنانية للميادين أن الاستشارات النيابية في موعدها.
وستعلن كتل برلمانية موقفها من الاستشارات، لا سيما أن عدداً منها أبقى خياراته طي الكتمان.
مصادر للميادين قالت إن اللقاء الأخير بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري لم يصل إلى نتائج، لافتةً إلى أن القوات اللبنانية تعمدّت إبلاغ الحريري موقفها بعدم تسميته قبل ساعات قليلة جداً من بدء الاستشارات.
المصادر نفسها قالت إن القوات نقلت للحريري كلاماً من دولة خارجية كبرى إنه ليس رجل المرحلة، وان المرشح هو نواف سلام ويجب دعمه، لكنها قالت في الوقت نفسه إن نواف سلام سيكون بنظر ما يعرف بقوى الثامن من آذار ولا سيما انصار المقاومة مرشح مواجهة.
ولفتت إلى أن "القوى المؤيدة للمقاومة في لبنان بشكلٍ عام ستتعامل مع سلام بإعتباره مرشحاً أميركيا للمواجهة"، حيث أعلن القيادي في تيار المردة المحامي سليمان فرنجية للميادين "أننا ضد ترشيح سلام لرئاسة الحكومة"، وأنه اذا صح ترشيحه إلى رئاسة الحكومة "فهذا يشكّل تحدياً للبنان".
مراسلنا أفاد بأن الجيش اللبناني سيمنع قطع أي طريق، ولا سيَّما تلك المؤدية إلى القصر الجمهوري، وأكدت المصادر أن الجيش سيتخذ تدابير أمنية استثنائية لمنع حدوث فوضى أو أعمال شغب وتعد.
وفي السياق، أكد النائب فؤاد مخزومي أنه لا يرشح الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة إذ إن المنظومة المتبعة منذ العام تسعين أوصلت الى الخراب، وفق تعبيره.
وبعد لقائه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، أكد مخزومي أن موقف المفتي جرى تحويره وأن الدار مفتوحة لأي شخص يكلّف تأليف الحكومة.
وإذ أكد أنه غير مرشح لرئاسة الحكومة طلب من الحريري المضي بأي اسم يطرحه إذا جرى التوافق عليه لإنقاذ البلد. ودعا مخزومي الحريري إلى السير باسم (نواف سلام) معبراً عن تخوفه من تأجيل الاستشارات النيابية.
وقال مخزومي "أنا لست مرشحاً، لكن عندي مشروع اقتصادي إنقاذي ومن سيتبناه سوف أكون إلى جانبه، سواء كنت في الحكومة أو خارجها"، وأكد أن هناك إسماً وحيداً مطروحاً هو الرئيس سعد الحريري، مشيراً إلى تخوفه من تأجيل الاستشارات غداً الخميس.
من جهته، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الأجهزة الأمنية إلى ملاحقة مثيري الفتنة، مُحذِّراً من الشعارات المذهبية والمناطقية ومن المندسين الذين يتلاعبون بمصير البلاد.
النائب علي بزي نقل عن بري تشديده على أن الاستشارات النيابية مكانها في المؤسسات الدستورية وليس في تأجيج الصراعات وتفخيخ الساحات.
وكان مراسل الميادين أفاد الإثنين الماضي بـ تأجيل الاستشارات النيابية لتكليف شخصية لتأليف الحكومة اللبنانية إلى 19 من الشهر الجاري. وتجاوب رئيس الجمهورية ميشال عون مع تمنّي الحريري تأجيل الاستشارات إلى الخميس.
ردّ طلب تخلية المتهم بالتعامل مع "إسرائيل" عامر الفاخوري
وفي سياقٍ منفصل، ردّت محكمة التمييز العسكرية في بيروت طلب تخلية الموقوف عامر الفاخوري المتهم بالتعامل مع العدو الإسرائيلي.
وقررت إبقاءه موقوفاً، وذلك بعدما استأنف فريق الدفاع عنه قرار رد تخلية سبيله.
قلق أممي من تأخّر الحل السياسي
وفي السياق، عبّرت الأمم المتحدة اليوم عن قلقها من تأخّر الحل السياسي في لبنان. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنه ينبغي للبنانيين أنفسهم أن يقرروا الحل.
من جهته، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل إن الوضع في لبنان لا يبشّر بالخير، مشيراً إلى أن ما حصل في سوريا مهدد بتكراره. وأضاف "نحن ندفع ثمن عدم تأييد توجهات داعمي مبدأ الاندماج وصولاً إلى التوطين".
كلمة باسيل جاءت خلال المنتدى الدولي الأول للاجئين في جنيف، وأكّد فيها أن ما حصل دليل على تدمير بلد وتهجير شعب بسبب إرغامه على وصفات سياسية معلّبة لم يكن معداً لها.
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والحريري أكّدا خلال لقاءهما في قصر عين التينة في بيروت الثلاثاء على "وجوب تحلي كل اللبنانيين بالوعي واليقظة، وعدم الانجرار نحو الفتنة التي يعمل البعض جاهداً لجرّ البلاد نحو الوقوع في أتونها".