الحريري يحسم قراره بعدم تأليف الحكومة اللبنانية المقبلة
أكّدت مصادر في القصر الجمهوري بلبنان أن الرئيس ميشال عون سيُجري مشاورات ملزمة مع النواب لتسمية شخصية لتأليف الحكومة العتيدة الخميس المقبل. يأتي ذلك اثر إعلان رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري على نحو قاطع أنه لن يتولى رئاسة الحكومة المقبلة.
رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري كان قد أكّد أنه متمسك بقاعدة "ليس أنا بل أحدٌ آخرُ" لتأليف حكومة تُحاكي طموحات الشباب والشابات والحضور المميز للمرأة اللبنانية التي تصدّرت الصفوف في كل الساحات.
الحريري وفي بيان له، قال إن قراره عدم تأليف حكومة جديدة صريح وقاطع، داعياً رئيس الجمهورية إلى المبادرة فوراً إلى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد تأليف حكومة جديدة، متمنياً لمن سيجري اختياره التوفيق الكامل في مهمته.
الحريري أضاف أنه لا يرى خروجاً من الأزمة اللبنانية إلا بحكومة تكنوقراط، مشيراً إلى أن حالة الإنكار بين الزعامة السياسية أخطر من أزمة لبنان السياسية والإقتصادية.
وعندما أعلن للملأ في السر وفي العلن أنني لا أرى حلا للخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة إلا بحكومة اخصائيين وأرشح من أراه مناسبا لتشكيلها، ثم أتبنى الترشيح تلو الآخر لمن من شأنه تشكيل حكومة تكنو-سياسية، أواجه بأنني أتصرف على قاعدة “أنا أو لا أحد” ثم على قاعدة “أنا ولا أحد”. (٧\١١)
— Saad Hariri (@saadhariri) November 26, 2019
وطالب المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان بتأليف حكومة إنقاذية منْ أشخاص موثوق بهم تكتسب ثقة الناس، وشدد على ضرورة احترام الدستور والدعوة للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة.
من جهتها، أكّدت عضو كتلة التنمية والتحرير في البرلمان اللبناني عناية عز الدين أن الرئيس نبيه بري لا يوفّر أيّ جهد للتوصل إلى حلّ إنقاذي للبلد. عز الدين وفي تشييع الشهيد حسين شلهوب الذي قضى من جرّاء قطع الطرق بين بيروت والجنوب، شددت على أن المطلوب هو ألا يكون قطع الطرق جزءاً من موضوع الضغط السياسي لأنه قد يؤدي إلى الفتنة.
وعقد اليوم الثلاثاء اجتماعاً أمنياً في اليرزة بين قادة الأجهزة الأمنية في وزارة الدفاع اللبنانية، وصدر عن الاجتماع قراراً بمنع إقفال الطرقات بعد اليوم، وحذّر الاجتماع من التعرّض للممتلكات العامة والخاصّة وقطع الطرقات، ودعا إلى احترام حرية التظاهر في الساحات العامة وعلى جوانب الطرقات.
الرئيس اللبناني العماد ميشال عون كان قد أجرى من جهته محادثاتٍ مع المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية البْريطانية السفير ريتشارد مور. وعرض عون لمور الذي التقى في وقتٍ لاحق الرؤساء الثلاثة، الأوضاع في لبنان ولا سيما منطلقات الازْمة الراهنة والإمكانات المطروحة لحلها، كما تطرق إلى موضوع النزوح السوري.
بدوره، لفت الموفد البريطاني إلى أن بلاده تدعم تأليف حكومةٍ جديدةٍ من دون أن يعني ذلك تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية، مؤكداً التزام بلاده بمساعدة لبنان ودعم شرعيته الدستورية. كما اطلّع الرئيس عون على الاجتماع الذي عقد في باريس والذي خصص في جانبٍ منه لعرض الوضع في لبنان وسبل مساعدته.