ماذا يحصل في السوشال ميديا الإسرائيلية؟ ومن يحاصر التغريدات الفلسطينية؟
المقاومة الفلسطينية تكرّس معادلة جديدة اليوم، المقاومة تضرب، وترد، وتزرع الخوف في قلوب المحتلين والمستوطنين، حتى بات هذا الخوف اليوم ينعكس على طبيعة تفكيرهم وبالتالي على صفحاتهم على مواقع التواصل؛ صواريخ المقاومة اليوم تهزّ أعصابهم وأقلامهم، لتصبح "ترند" داخل الكيان الصهيوني.
الهاشتاغ الأول اليوم في الأراضي المحتلة هو: "בוקר טוב " وهذا يعني صباح "الخير"، مع أن الصباح بحسب الترندات اللاحقة لا يبدو أنه يحمل "الخير" للمحتل، أصبح وسم #Ashdod و #IslamicJihad ووسم #IsraelUnderFire الترند الأول في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يقصدُ بـ "أشدود" مدينة أسدود الفلسطينية الجميلة، التي احتلتها "إسرائيل" عام 1948، وتمّ تغيير اسمها إلى "اشدود" لاحقاً، لكن لماذا أصبحت مدينة أسدود "ترند"؟ لأن المقاومة الفلسطينية ضربتها وغيرها الكثير من المناطق بالصواريخ، رداً على اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا قبل أيام.
Another video from interceptions over Ashdod https://t.co/WE0iCNcMrY
— Israel Conflict News (@IsraelGazaICN) November 13, 2019
تداول الناشطون صوراً لصاروخ سقط بجانب مدرسة، وجدوه صباحاً بعد ليلة ماطرة من الصواريخ عليهم، واستنكروا الاعتداء على طريق جانب المدرسة، دون المرور على ذكر 34 شهيداً سقطوا في غزة بمرور 3 أيام فقط!.
After a night of rockets and sirens, this Ashdod school staff woke up to find a rocket in the schoolyard. #IsraelUnderFire pic.twitter.com/45Kpij8nLB
— 4IL (@4ILorg) November 14, 2019
وتحت هاشتاغ #IsraelUnderFire ناشد الإسرائيليون العالم لمساندتهم، "إسرائيل القوية" صاحبة "الجيش الذي لا يقهر"، التي تمتلك بروباغندا مهترئة وضعيفة، تناشد العالم ليساعدها في صدّ صواريخ محلية الصنع من راجمات المقاومة الفلسطينية! كيف لا نصدق بعد اليوم أنها "أوهن من بيت العنكبوت"؟
Where in the world are you praying for Israel? I'm curious! #IsraelUnderAttack pic.twitter.com/cT4mJkyhoJ
— Hananya Naftali (@HananyaNaftali) November 14, 2019
أنشأت "إسرائيل" خلال 3 أيام عدداً من الصفحات لتلّقي الدعم المعنوي من جميع أنحاء العالم، هذه الصفحات قالت إن "إسرائيل" تعيش لحظات عصيبة، لكنها تثمّن التضامن معها، ونشرت فيديوهات من جميع أنحاء العالم لتُشعِر المستوطن المرعوب بالراحة.
For the past 2 days, Israelis have been living in an unbearable reality. But the people of Israel - you are not alone! @StandWithUs received hundreds of videos from all over the world, from people who want to let you know - "We stand with you." #IsraelUnderAttack #IsraelUnderFire pic.twitter.com/z0EFeMivt0
— StandWithUs (@StandWithUs) November 13, 2019
من يتابع وسائل التواصل الإجتماعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة يدرك أن شيئاً جديداً طرأ على تغريدات المستوطنين الإسرائيلين، ثمة شعورٌ بالخوف والارتباك وعدم الاستقرار ينتابُ التغريدات.
حرصت "إسرائيل" في جميع حروبها على عدم كشف عدد قتلاها الحقيقي، في كل عملية للمقاومة في فلسطين وفي لبنان كانت "إسرائيل" تتسلّح بالإنكار، حتى أصبحت المقاومة تتربص لأكاذيبها وتصوّر مشاهد العمليات وإطلاق الصواريخ.
اليوم، مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت "إسرائيل" أكثر عرضةً لكشف حقيقتها لأنها وإن فرضت على إعلامها معايير محددة للنشر فإنها لن تستطيع فرض ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مواقع التواصل، للأسف، تساند "إسرائيل" ففلسطين غير موجودة بحسب تعدد المناطق على توتير.
لماذا تُحاصر التغريدات الفلسطينية على تويتر؟
عند بحثك في قائمة البلدان في "تويتر" لمعرفة الأحداث الأبرز في كلّ بلد، لن تجد فلسطين المحتلة. لماذا؟ لأن شركة "تويتر" الأميركية لا ترى فلسطين على خريطة العالم، ولذلك فإن تغريدات الفلسطينيين محاصرة، ولا وجود لـ "ترند" فلسطيني لأن المغرّدين من فلسطين "لا بلد لهم" تويترياً!. لا يعترف "تويتر" بوجود دولة فلسطين في مقابل "إسرائيل" داخل القائمة.
خنق حرية التعبير لا يقتصر على إخفاء فلسطين من قائمة الترند، بل يتمّ التلاعب بقائمة الهاشتاغات الأكثر وصولاً. يتم أيضاً إخفاء كل الهاشتاغات باللغة العربية من "الترند الإسرائيلي".
بحسب "تويتر" يفترض أن تظهر تغريدات الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والداخل المحتل تحت خانة الترند الإسرائيلي، لكن يتم التلاعب ببرمجة التطبيقات في "تويتر" لإخفاء الهاشتاغات باللغة العربية عن قائمة "trends". ما يعني منع المحتوى المكتوب باللغة العربية والمؤيد بمعظمه لفلسطين من الوصول إلى قائمة "الترند".
هاشتاغ #غزه_تحت_القصف الذي شهد عشرات آلاف التغريدات لا يظهر ضمن القائمة، بينما تتصدر هاشتاغات أخرى القائمة بأقل من 5 آلاف تغريدة. يشمل حصار الفلسطينيين على مواقع التواصل إغلاق الحسابات المؤيدة للقضية الفلسطينية من دون إبداء الأسباب.
"تويتر" أغلق مؤخراً بذريعة "مخالفة قوانينه" حساب قناة المنار الرسمي، وعدداً من حسابات قادة حركة حماس، وذلك رضوخاً لأوامر الولايات المتحدة. كما حجبَ "تويتر" جميع حسابات شبكة قدس الإخبارية الفلسطينية، بعدما أمهلته واشنطن حتى الأول من الشهر الجاري لإزالة جميع المحتويات التابعة لـ منظمات مصنّفة "إرهابية".
التعليمات الأميركية لم تقتصر على "تويتر"، الإدارة الأميركية وجّهت خطابات إلى الرؤساء التنفيذيين لـ "غوغل" و "فايس بوك" بشأن "السماح لمنظمات إرهابية باستخدام منصات التواصل الاجتماعي، ما دفع بهم الى اتخاذ تدابير استباقية لمعالجة وجود منظمات إرهابية وحسابات مرتبطة بها على منصتيهما".
وزارة العدل الإسرائيلية توّجّهت أيضاً مطلع العام الماضي إلى إدارة "تويتر" برسالة تهدف إلى "تطهير" منصّات التواصل الاجتماعي، طالبة إغلاق حسابات تابعة لقادة حركة حماس وحزب الله، وبناءً عليه قام الموقع بحجب 22 حساباً لقياديين من حركة حماس و حزب الله، إلى أن تمّ تعليق 205,156 حساباً "يروِّج للإرهاب"، خلال النصف الأول من عام 2018.