المقاومة تنفّذ وعدها

قواعد اشتباك جديدة أرستها المقاومة في معادلة الصراع مع "إسرائيل"، فاستهداف حزب الله ناقلة جند إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة يؤكّد خرق المقاومة للمنظومة الأمنية في "إسرائيل" في وقت كانت بأعلى درجات التاهب، حيث دخل المقاومون إلى العمق الإسرائيلي ونفذوا العملية بنجاح وخرجوا من الأراضي المحتلة سالميين.
  • المقاومة تنفذ وعدها.. ونتنياهو "يبتلع الرد" (أ ف ب)

عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من ظهر يوم الأحد استهدفت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة افيفيم فدمرتها وقتلت وجرحت من فيها، بحسب البيان الرسمي لحزب الله.
مصادر في المقاومة كشفت لـ الميادين أن 3 صواريخ مضادة للدروع رميت دفعة واحدة بشكل مباشر باتجاه ناقلة الجند الإسرائيلية، وأضافت أن اختصاص ضدّ الدروع في المقاومة هو من نفذ الهجوم على ناقلة الجند، مؤكدة أن الرد جاء في ذروة الإطباق الاستخباري الإسرائيلي.
المصادر نفسها كشفت لـ الميادين أن طواقم الإجلاء التابعة للاحتلال كانت تحت مرأى ومرمى المقاومة لكنها لم تستهدفها، وشددت على أن عجز الاحتلال عن رصد المقاومين هو نصر بحد ذاته، لافتة إلى أن الاستهداف حدث من داخل أراضي فلسطين المحتلة.
في المقابل، قصفت مدفعية الاحتلال الأراضي اللبنانية المقابلة لمستوطنة افيفيم بالقذائف الفوسفورية، قصف واكبته طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي حلقت على علو منخفض في أجواء مارون الراس. مصادر لـ الميادين لفتت الى أن القصف كان يهدف إلى سحب الإصابات من الموقع.
المقاومة في بيانها أكّدت وقوع جرحى وقتلى، لكن بيان الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفوا ذلك.. نفي لم يدم طويلاً فمواقع التواصل الاجتماعي تناقلت مشاهد لجنود إسرائيليين ينقلون آخرين مصابين جرّاء عملية الرد لحزب الله.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

مراسل الميادين كان قد أكّد أن المقاومة كانت قادرة على استهداف طواقم الإخلاء التي حضرت الى مكان استهداف الآليّة لنقل المصابين لكنها لم تفعل، وهو جزء من معادلات أخلاقية أكّدتها المقاومة خلال هذه العملية، وأضاف نقلاً عن مصادر في المقاومة أن هجوم المقاومة نفذ بصاروخ كورنيت المضاد للدروع.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه سيتخذ قراراً بشأن الإجراءات المستقبلية على الحدود اللبنانية بناء على تطور الأحداث، وأضاف أن الجيش الإسرائيلي ردّ بــ 100قذيفة باتجاه جنوب لبنان، بالإضافة إلى قيام المروحيات الحربية بقصف أهداف أخرى، مدعياً عدم وقوع إصابات.

وكشفت مصادر لـ الميادين أن "إسرائيل" كانت مستعدة للتضحية بجندي وآلية لإصلاح السلك الحدودي في القطاع الشرقي عند الوزاني.
المصادر نفسها أكّدت لـ الميادين أن المقاومة لاحظت أن الجندي ذو بشرة سمراء من يهود الفلاشا فعدلت عن تنفيذ العملية، مشيرة الى أن السيناريو نفسه كان سيحصل في القطاع الأوسط لكن المقاومة عدلت عن ذلك أيضاً.

مراسلة الميادين في فلسطين المحتلة أفادت بأن المجتمع الإسرائيلي يسخر من الجيش بسبب تضارب الأنباء حول الإصابات جرّاء عملية حزب الله، مضيفة أن الجبهة الداخلية لا تصدق الجيش الإسرائيلي بسبب أدائه تجاه عملية حزب الله.

وأعلن مسؤول في الخارجية الأميركية أن بلاده قلقة جرّاء تصعيد التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وقال إن الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها وعلى حزب الله أن يمتنع عن أعمال معادية من شأنها تهديد أمن لبنان واستقراره وسيادته، وأضاف أن هذا الأمر هو مثال آخر على دور وكلاء إيران المزعزع للاستقرار عبر تقويض السلام والأمن في المنطقة، وفق تعبيره.

رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري سارع الأحد إلى الطلب من واشنطن وباريس التدخل، وأجرى اتصالين بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون حول تطور الأوضاع على الحدود الجنوبية، طالباً تدخل المجتمع الدولي.

من جهتها، أشادت الفصائل الفلسطينية بعملية حزب الله، والناطق باسم لجان المقاومة في فلسطين أبو مجاهد قال لـ الميادين إن حزب الله تمكّن من الرد على الاحتلال رغم كل الاحتياطات الإسرائيلية، وردّه هو نقلة نوعية مهمة في قواعد الإشتباك.

المصدر: الميادين