في خطوة تطبيعية جديدة.. توقيع أول اتفاقية للتعاون التجاري بين "إسرائيل" والمغرب

بعيد توقيع اتفاق التطبيع بينهما، ووسط سخط شعبي مغربي، وزارتا المالية الإسرائيلية والمغربية يوقعان أول اتفاقية اقتصادية بينهما بالتزامن مع زيارة وفد مغربي "إسرائيل" تمهيداً لافتتاح ممثلية للملكة هناك.
  • وفد مغربي يزور "إسرائيل" لإكمال الإجراءات اللوجستية لافتتاح ممثلية المملكة لدى "إسرائيل" قريباً

في خطوة تطبيعية جديدة، وقعت وزارتا المالية الإسرائيلية والمغربية أول اتفاقية اقتصادية من شأنها زيادة التبادل التجاري بين الطرفين إلى نصف مليار دولار سنوياً، وتوطيد التعاون في مجالات الاستثمار والتمويل.

ويواصل الوفد المغربي زيارته في "إسرائيل" إذ تُتخذ الإجراءات اللوجستية لإقامة مراسم افتتاح ممثلية المملكة لدى "إسرائيل" قريباً.  وتتم دراسة الإمكانية لإعادة استخدام المبنى الذي كانت تتواجد فيه الممثلية الدبلوماسية للمملكة في "تل أبيب" حتى عام 2000، علماً بأن حكومة الرباط لا تزال صاحبة الملكية.

زيارة الوفد المغربي إلى "إسرائيل" سبقها زيارة لوفدُ إسرائيلي-أميركي وصل إلى الرباط في 22 كانون الأول/ديسمبر الجاري، في أول رحلة مباشرة من تل أبيب. والذي ضمّ وفداً أميركياً من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، برئاسة صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية الون أوشفتس، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي المعروف باسم "ماعوز".

هذا وقد أجرى يوم أمس الإثنين وزير الاقتصاد والصناعة عمير بيرتس مباحثات عن بُعد مع نظيره المغربي مولاي حفيظ العَلَمي حول آفاق التعاون الصناعي بين الطرفين، ومن المتوقع أن يبدأ في شهر كانون الثاني/يناير المقبل تسيير الرحلات الجوية المباشرة بين "إسرائيل" والمغرب.

وأضاف بيرتس: "بدأت العلاقة بين "إسرائيل" والمغرب من خلال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين".

من جانبها، قالت وزارة الاقتصاد المغربية في بيان لها: "إن الأمر يتعلق بقطاعات النسيج والصناعات الفلاحية والبحث والتطوير في القطاع الصناعي، والتكنولوجيا الخضراء، وصناعة الطاقات المتجددة".

وفي السياق، زار وفد مغربي "إسرائيل" لإعادة فتح مكتب اتصال فيها، وفق ما أفاد مصدر مطلع على الملف لوكالة "فرانس برس" أمس الاثنين.

وقال المصدر الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، إنّ "الفريق الفني" المغربي وصل الأحد بعد أيام قليلة من توقيع المملكة المغربية و"إسرائيل" إعلان تعاون برعاية أميركية في الرباط في 23 كانون الأول/ديسمبر.

وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن يبقى الفريق في "إسرائيل" لبضعة أيام على أن يتبعه في وقت لاحق وفد أكبر، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أكد أن هناك "خريطة طريق سيعمل الأطراف الثلاثة عليها خلال المرحلة المقبلة". وفي مقابلة خاصة مع موقع "والاه" العبري، قال بوريطة إن "العلاقات بين  والمغرب ستكون طبيعية وستتضمن زيارات ولقاءات على كل المستويات، بما فيها المستوى السياسي الرفيع المستوى".

بالتزامن مع الإجراءات التطبيعية بين الطرفين، تستمر الوقفات الرافضة للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، رغم الاجراءات الأمنية المشدّدة لمنع أيّ تصعيدٍ في الحراك ضدّ هذا التطبيع.

وفي هذا الاطار، سجل الطلاب المغربيون موقفهم الرافض للتطبيع خلال حضورهم إلى الجامعة حيث داسوا أعلام الاحتلال.

عضو المكتب السياسي لـ"حزب المؤتمر الوطني الاتحادي المغربي" محمد الحطاطي، قال من جهته في حديث للميادين "نرفض أي مقايضة مقابل التطبيع". وأضاف الحطاطي أن "هناك شبه إجماع شعبي على ان التطبيع لا يعني أبداً الشعب المغربي".

وأشار إلى أن "قضية فلسطين هي قضية وطنية لجميع أحزابنا ونقاباتنا.. وهناك تحركات عديدة لوقف مسلسل التطبيع". الحطاطي كشف للميادين أن "هناك دعوى قضائية لرفض عملية التطبيع الجارية في بلدنا".

ويذكر أن المغرب هو البلد العربي الـ4 الذي يعلن التطبيع مع "إسرائيل"، ففي 15 أيلول/ سبتمبر الماضي، وقعت الإمارات والبحرين في البيت الأبيض على اتفاق التطبيع مع تل أبيب في واشنطن برعاية أميركية، قبل أن ينضم السودان لاحقاً إلى توقيع الاتفاق مع "إسرائيل".

المصدر: وسائل إعلام إسرائيلية