"موسكو والرياض تغلبتا على خلافاتهما".. أوبك+ تعقد اجتماعاً للاتفاق حول تخفيض إنتاج النفط

دول أوبك+ المنتجة للنفط، تعقد اجتماعاً افتراضياً للبحث تخفيض انتاج النفط عالمياً، ورويترز تنقل عن مصادرها أن موسكو والرياض تغلبتا على خلافاتهما بخصوص تخفيض الانتاج.
  • اجتماع استثنائي لأوبك+ يعقد افتراضياً عبر الفيديو بسبب فيروس كورونا

كشفت مصادر في أوبك+ "لرويترز" أن "المجموعة اتفقت على خفض 10 ملايين برميل يومياً في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو".

ونقلت وكالة الأنباء عن رئيس صندوق الثروة الروسي قوله، إن "موسكو والرياض تغلبتا على خلافاتهما بخصوص تخفيضات إنتاج النفط".

وأيضاً، قال مصدر في "أوبك" وآخر روسي لـ"رويترز"، إن "أوبك" ومنتجي النفط الآخرين سيبحثون خلال اجتماعهم، اليوم الخميس، تخفيضات كبيرة على إنتاج النفط تصل إلى 20 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل 20% تقريباً من الإمدادات العالمية.

وأضاف المصدران أن روسيا والسعودية "تمكنتا من إزالة العقبات الرئيسية للاتفاق على تخفيضات جديدة لإنتاج النفط".

وقال مصدر "أوبك" إن هذا "اتفاق عالمي"، رغم أنه لم يتضح بعد إذا ما كانت الولايات المتحدة ستشارك  في الاتفاق، وهو ما تصر عليه روسيا ومنتجو "أوبك"، مشيراً إلى أن "التحالف يبحث تخفيضات تتجاوز 12 مليون برميل يومياً، ويريد مساهمة الآخرين بـ5 ملايين برميل يومياً".

من جهته، قال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك إن "جميع البلدان المنتجة للنفط تحتاج لتوحيد الجهود للحد من فرط الإنتاج في السوق".

وأضاف قبل اجتماع استثنائي "لأوبك بلاس"، "نحتاج إجراءات عاجلة في موضوع النفط بمشاركة جميع المنتجين"، مشيراً إلى أن موسكو "تعتبر أن هناك ما يبرر زيادة عدد الدول التي يمكنها المشاركة في استقرار سوق النفط".

وقالت وزارة الطاقة الروسية إنه يشارك في مؤتمر أوبك+ الافتراضي عدد من البلدان غير المدرجة في الاتفاقية، لافتة إلى أنه "من الضروري الجمع بين جهود جميع المنتجين في حالة إعادة الإنتاج الكبيرة".

وأضافت أن "الجانب الروسي يفكر إمكانية زيادة عدد الدول المشاركة في الاتفاقية"، مشيرة إلى أن "الجهود المنسقة للمصنعين هي فقط التي ستؤدي لنتيجة".

وتعقد الدول الكبرى المنتجة للنفط، وفي طليعتها دول منظمة "أوبك"، اجتماعاً مهماً عبر الفيديو وليس في مقر أوبك في فيينا كالعادة، في ظل الأزمة الصحية الحادة، وذلك بهدف البحث عن اتفاق على مسألة خفض الإنتاج، بغية دعم الأسعار التي انهارت مع تفشي فيروس كورونا المستجد، وحرب الأسعار بين الرياض وموسكو.

ويعتبر هذا الاجتماع استثنائياً، حيث تخطت الدعوة إليه، الدائرة الاعتيادية وشملت ما لا يقل عن 10 دول من خارج إطار "أوبك+" من بينها الولايات المتحدة.

وسيليه يوم غد الجمعة اجتماع ثان حول الموضوع نفسه دعت إليه السعودية أيضاً، يشارك فيه هذه المرة وزراء الطاقة من دول مجموعة العشرين.

ورأى المسؤول في شركة "راشتاد إينرجي"، بيورنار تونهاوغن، أن هذا المؤتمر الطارئ "سيكون حاسماً"، معتبراً أنه "الأمل الوحيد للسوق من أجل تفادي انهيار تام للأسعار ووقف للإنتاج في بعض المواقع".

ودعت السعودية التي بادرت إلى تنظيم الاجتماع بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى "اتفاق عادل يعيد التوازن المنشود للأسواق البترولية".

وستبحث بلدان منظمة الدول المصدّرة للنفط وشركاؤها في "أوبك+"، خفضاً كبيراً للإنتاج العالمي للنفط، وهو سلاحها الرئيسي في مواجهة تدني الطلب العالمي على الذهب الأسود.

ويبدو أن هناك توافقاً على اقتطاع 10 ملايين برميل على الأقل في اليوم من الإنتاج المشترك، ما سيمثل 10% من الإنتاج العالمي، وهو رقم طرحه ترامب في تغريدة الخميس الماضي، غير أن نسب تقاسم هذا الخفض بين الدول ستكون مسألة شائكة.

وقبيل بدء الاجتماع، توقّع وزير النفط الكويتي خالد الفاضل في مقابلة صحافية أن "تتوصّل الدول المنتجة للنفط إلى اتفاق لتخفيض الانتاج بكمية كبيرة تتراوح بين 10 و15 مليون برميل يومياً من أصل إنتاج بنحو 100 مليون برميل".

وتبدو روسيا، ثاني أكثر منتجي النفط في العالم، ومن الدول النافذة ضمن مجموعة "أوبك+"، على استعداد لخفض الانتاج بعد حرب أسعار مستعرة مع السعودية للاستحواذ على أكبر حصة ممكنة في السوق، إثر انهيار محادثات مماثلة لخفض الانتاج في آذار/مارس الماضي.

وقالت وزارة الطاقة الروسية، إن "موسكو جاهزة لخفض الانتاج بـ1,6 مليون برميل".

وتدفع الولايات المتحدة، المنتج الأول للنفط في العالم، في اتجاه اتفاق يخفف الضغط عن قطاعها، إذ إن تكلفة النفط الصخري المستخرج في هذا البلد مرتفعة ولا يعود إنتاجه مربحاً مع مستوى الأسعار الحالي.

وبعدما كانت الشركات الأميركية تستخرج حتى الآن كميات قياسية من النفط، بدأ إنتاجها يتراجع مع انهيار الأسعار، فبلغ الأسبوع الماضي 12,4 مليون برميل في اليوم بالمقارنة مع 13 مليون برميل قبل أسابيع قليلة.

ومن المتوقع ألا يتخطى 11,8 مليون برميل في اليوم كمعدل سنوي، وفق آخر تقديرات صدرت عن الوكالة الأميركية للمعلومات حول الطاقة.

وخلافاً لدول أخرى، لا يمكن لواشنطن إملاء قرارات على منتجي النفط الأميركيين في ظل القوانين حول المنافسة التي تمنع الشركات من التنسيق في ما بينها.

ويبقى الاجتماع رهن الخلافات التي غالباً ما تقوم بين موسكو والرياض، وأدى آخرها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي إلى إرجاء موعد الاجتماع الذي كان مقرراً أساساً الإثنين الماضي.

 

المصدر: وكالات