لماذا اختار البابا فرنسيس زيارة مدينة أور الأثرية في العراق؟
وصل البابا فرنسيس الأول إلى مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار. حيث ترأس القداس الإبراهيمي هناك، إضافة إلى لقاء الأديان.
واختار البابا فرنسيس زيارة مدينة أور، مسقط رأس النبي ابراهيم وفق التقليد، ليحج إليها ضمن محطات زيارته الى العراق، لكنه لن يجد في محافظة ذي قار في جنوب العراق، إلا عائلة مسيحية واحدة.
ويؤكد ماهر طوبيا (53 عاماً) أن عائلته هي آخر العائلات المسيحية في المحافظة حيث موقع أور الأثري، ويحقق حضور البابا بالنسبة اليه حلماً كبيراً. ذلك أن زيارته هي "أساساً رسالة محبة وسلام"، كما يقول من غرفة الجلوس في منزله في الناصرية.
وكان أبناء المدينة استعدوا منذ مدة لإحياء هذا الحدث العالمي المهم. حيث تم العمل على تأهيل البنية التحتية في مدينة أور الأثرية بما في ذلك الطرق، والتيار الكهربائي وشبكات الاتصال والممرات الداخلية للمدينة في سبيل إنجاح زيارة بابا الفاتيكان.
وفي تفاصيل التحضيرات التي جهزت لاستقبال البابا، أوضح علي شلغم، مدير عام دائرة التحريات والتنقيبات، في بيان نشرته الهيئة العامة للآثار والتراث، إنه تمت إنارة مدينة أور الأثرية "بطرق مدروسة من دون المساس بالموقع الأثري"، إضافةً إلى عمل مظلات خشبية لاستراحة الوفود التي ترافق البابا وإصلاح بعض المسارات الخشبية".
وظهرت "الزقورة" (المعبد المدرج) بمحافظة ذي قار بشكل جديد بعد إنارتها، استعداداً لزيارة البابا فرنسيس، وهي المرة الأولى التي ينار فيها هذا المعلم الأثري. وتعد من أقدم المعابد في العراق.
وتم اكتشاف بقايا الزقورة لأول مرة بواسطة، الجيولوجي البريطاني، ويليام لوفتوس في عام 1850م، وتم الحفر الشامل والكشف عن بقايا المعبد في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، بواسطة عالم الآثار السير ليونارد وولي.
وتعد هذه المدينة التاريخية المعروفة، من أشهر عواصم السومريين سكان العراق القدامى.
وتعتبر من أوائل المدن التي أنشئت في الجانب الجنوبي من الأرض التي تكونت من غرين دجلة والفرات قبل أكثر من خمسة آلاف سنة.
ومن آثارها الشهيرة: المقبرة الملكية، والجدار المقدس الذي شيده "نبوخذ نصر" و"الزقورة"، فضلاً عن تحف الذهب، بالإضافة إلى وجود الخناجر، والخوذ، والتماثيل، والأدوات المختلفة التي عثر عليها في المدافن.
يذكر أن آثار أور تقع الآن في منطقة "تل المقيَر" في جنوب العراق على بعد خمسة عشر كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من محافظة ذي قار "الناصرية".
نشأت أور المدينة على الحافة الغربية لنهر الفرات قبل أن يغير مجراه، وكانت مركزاً دينياً مقدساً لدى السومريين بالإضافة لمركزها التجاري. وكان التجار يأتون إليها نهراً وبَراً، فأصبحت من أشهر المدن في جنوب العراق، وتمتد جذورها إلى حدود عام 4000 ق.م.
يذكر أن زيارة بابا الفتيكان فرنسيس التاريخية للعراق لها دلالات عدة في ظل ما تعيشه الدولة المهتزة أمنياً واقتصادياً ومجتمعياً، بسبب الصراعات الداخلية من محاربة الفساد والإرهاب، والضغوط الخارجية، لكن لها وقع خاص لدى المسيحيين في البلاد.
هي أول زيارة بابوية على الإطلاق للعراق، يحقق فيها البابا فرنسيس حلماً لطالما راود البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني، وتنطوي على دعم معنوي مهم للمسيحيين الذين تعود جذورهم في العراق إلى تاريخ طويل.