الغارة على القنيطرة: أين تتقاطع مصالح إسرائيل وبعض الدول العربية؟؟

المقاومة التي تشير إلى كسر جدار الأزمة السورية بالتوجه نحو الجولان وفلسطين تصطدم بمراهنة اسرائيل على ديمومة الأزمة، لكن إسرائيل تتقاطع مع رغبات بعض الدول الصامتة على العدوان.
  • تتخوف اسرائيل من أن يؤدي التحول الاستراتيجي إلى تغيير حالة الانهيار في المنطقة العربية
الدول العربية التي تصمت أمام عدوان الطائرات الإسرائيلية على كوادر حزب الله، تطالب بفرض حظر جوي لحماية تدريب الجيش الحر من الطائرات السورية، بحسب تعبيرها.

فهي تتقاطع، ربما، مع اسرائيل بالمراهنة على استمرار الأزمة في تدمير سوريا، إلى أن تبلغ تداعياتها المنطقة بأسرها.

المقاومة التي اتخذت بوصلتها فلسطين، ترى أن التوجه الشعبي والرسمي السوري لتحرير الجولان، من شأنه أن يضع عربة الأزمة على سكة الحل الوطني، الذي يشمل الحفاظ على موقع سوريا ودورها في المنطقة، إلى جانب الملفات الداخلية الأخرى.

في هذا الإطار، تسعى المقاومة إلى المساعدة ونقل التجربة في محاذاة الجولان، كما أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

غير أن هذا المسعى، تراه اسرائيل تحولاً استراتيجياً، يمكن أن يؤدي إلى وحدة جبهة المقاومة، في بلدين أو أكثر، بينما تأمل أن تبقى هذه الجبهة مجزأة بين الحدود التي تخرقها اسرائيل ساعة تشاء.

أبعد من ذلك، تتخوف اسرائيل من أن يؤدي التحول الاستراتيجي إلى تغيير حالة الانهيار في المنطقة العربية، لصالح خيار المقاومة في النهوض ومواجهة الانحطاط التكفيري.

في هذا الأمر، تقاطع آخر بين اسرائيل وبعض الدول التي تعتقد أن دولة الاحتلال، عامل توازن لا بد منه بين محورين، كما المراهنة على توظيف "داعش" والجماعات التكفيرية.

العدوان على كوادر حزب الله، هو تعويل اسرائيلي، على إعاقة تحول استراتيجية المقاومة. غير أن الحزب يحرص كعادته على منع اسرائيل من الإخلال بقواعد توازن الرعب. إنما رد الحزب الآتي قد يتجاوز هذا السياق، وفي أغلب الظن، سيأخذ الرد سياق تثبيت استراتيجية التحول، وكسر ما اعتادت اسرائيل على ظنه ثابتاً غير متحول.

المصدر: الميادين