وراثة العرش في السعودية بعد الملك عبدالله بدت أكثر سلاسة مما توقع البعض... قراءة في دلالات التعيينات مع التقرير التالي...
- سلاسة انتقال السلطة للملك سلمان فاجئت من كانوا يتحسبون لصراع الأخوة
لم تأت وفاة الملك السعودي على حين غرة، ولا جاء
تعيين خليفته مفاجئاً... لكن سلاسة إنتقال السلطة على قاعدة "مات الملك.. عاش
الملك" فاجئت كثيراً من كانوا يتحسبون لصراع الأخوة وأبنائهم، على الخلافة وهو
ما لم يحدث.
الواقع أن في العائلة الحاكمة السعودية كغيرها
من الأسر الحاكمة خطوط وإتجاهات مختلفة... بل وصراعات تطال أجيالاً من الأمراء. معلومة
لدى كثر ممن لديهم أدنى إطلاع... هذا ليس بالأمر الذي فيه خلاف... لكن الحقيقة أن هؤلاء
يختلفون في كل شيء سوى البلاد ومستقبل العرش، ومستقبل العائلة في الحكم... يحرص على
ذلك كبار الأسرة وحكماؤها، وحلفاؤها وثقاتها.
كل شيء كان يشير إلى أن رحيل الملك عبد الله أصبح
وشيكاً... الخشية من الفراغ دفعت بمن بيدهم ناصية الأمور لترتيب البيت الداخلي طيلة
أسابيع خلت... ولأن الترتيب كان يقتضي قرارات حاسمة وطويلة الأجل، كان لا بدّ من مد
جسر بين جيل أبناء عبد العزيز وجيل الأحفاد، اولئك الذين بالمقدور التعوييل على قوتهم
وحسمهم لإبقاء العرش في منطقة الأمان.
محمد بن نايف الذي اختير نائباً لولي العهد، سيكون
أول حفيد على خط الخلافة الملكية، في هذا تقدير للأمير الوزير على قدراته، وكذلك على
قوته التي أثبتها وزيراً للداخلية. فيه أيضا إشارة إلى تثبيت السديريين عبر أولادهم
في مرحلة ما بعد الأخوة... ولا عجب أن خريطة التعيينات، شملت محمد بن سلمان 35 عاماً،
الذي يعد ربما الأصغر بين من تولوا منصب وزير الدفاع... الأمير الشاب الذي تولى أيضاً
منصب مدير الديوان الملكي خلفاً لخالد التويجري... هكذا يكون قريباً من والده، ومن
صناعة القرار، وهكذا يكون أيضاً قريباً من خط الوراثة متى شغر مكان...