السيسي وأردوغان في السعودية: هل هي مصادفة؟

وجود السيسي في السعودية يتزامن مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المملكة ما مثل علامة فارقة في ظل التوتر الذي تشهده العلاقات بين أنقرة والقاهرة...
  • السعودية تعمل على جمع الأوراق الإقليمية لصياغة دور إقليمي لاستحقاقات كبرى
وجود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الرياض عشية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية ليس مصادفة، لا سيما في ظل الكلام الكثير عن التوجهات الجديدة التي يعمل على بلورتها فريق الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، تجاه العلاقات مع دول المنطقة، لا سيما تركيا ومصر. يرى البعض أن وجود الزعيمين في الرياض قد ينطوي على شيء، وأن زيارة أردوغان تمثل تحولاً في الموقف السعودي، قد يشكل خطوة أولى إلى تغير متوقع في المواقف السياسية لأكثر من دولة في المنطقة... يبدو واضحاً أن السعودية تسعى في إتجاه إيجاد أرضية سياسية للتفاهم مع القيادة التركية على ملفات المنطقة، من دون التوقف عند عقدة الإخوان المسلمين. ففي نظرة القيادة السعودية، التي تعكسها أقلام المقربين من القرار السعودي أن تركيا حجر زاوية في المنطقة بقدراتها وتأثيراتها العسكرية والسياسية، فيما تعتبر مصر عمقها الإستراتيجي الضامن للأمن القومي لدول الخليج، وبالتحديد السعودية ولكن بشروط جديدة، يقول السعوديون إنها لن تكون شيكاً على بياض يوضع في يد الرئيس السيسي، وهذا توجه منطقي برأي السعوديين بعد الهزات المتتابعة بين الرياض والقاهرة، سواء بالنسبة إلى تداعيات الدور العسكري المصري في ليبيا، أو لجهة التسريبات التي نقلت عن السيسي ونظرته إلى حكام الخليج. في المحصلة، فإن المملكة التي تحاصرها مخاوفها تعمل على جمع الأوراق الإقليمية لصياغة دور إقليمي، لا يستبعد محللون أميركيون توافقه مع رغبة أميركية في لملمة فوضى الدول الحليفة، تمهيداً لإستحقاقات كبرى، تشمل المفاوضات مع إيران، وتطور المعارك الكبيرة في كل من العراق وسوريا واليمن.  

المصدر: الميادين