هادي يحاول قلب المعادلات وسط ارتباك خليجي في المتاهة اليمنية
محاولة الرئيس هادي الاشتباك مع الجيش تنذر بمخاطر قد تعرض اليمن إلى حروب مديدة لكن تهديد اليمن قد يصل إلى دول الخليج وربما يتعداها.
هادي يعتمد على متغيرات غير قابلة للاستمرار
لكن ما لم ينجح به "أنصار الله" وحلفاؤهم قد لا يكون متاحا للرئيس هادي وحلفائه وربما ساهمت هذه القناعة لدى "أنصار الله" بعدم التشبث بوزير الدفاع ورئيس الحكومة في صنعاء بعد انتقال الرئيس إلى عدن. "أنصار الله" لم يصطدموا بالجيش بعد اقتلاع سلطة آل الأحمر التي كانت على الجيش عبئا ثقيلا فضلا عن ذلك لم تكن قوتهم العسكرية حاسمة في تقدمهم نحو المحافظات، بل ساندت هذه القوة رؤية سياسية لقيت صداها الطيب ولا سيما في مواجهة جرعة البنك الدولي وأقلمة اليمن. على عكس ذلك يحاول الرئيس هادي العودة إلى ما فات وانقضى بذريعة العودة إلى شرعية لا يتفق عليها الحراك الجنوبي ولا العديد من مراكز القوى في المحافظات، على الرغم من اتفاق الجميع وكل من جانبه اتفاقا ظرفيا ضد "أنصار الله". في هذه الجلبة تدخل دول مجلس الأمن التي تصدر بيانات التأييد للشرعية من دون أن تستطيع وزارة الدفاع الاميركية الوقوف على مصير شحنة أسلحة ضائعة تبلغ قيمتها نصف مليار دولار. مجلس التعاون الخليجي يدخل أيضا في هذه المتاهة أكثر ارتباكا فهو يراهن مرة على الوساطة الروسية، أو الوساطة العمانية ويراهن مرة أخرى على ولاء بعض القبائل وعلى دعم أخرى. ربما يكون مأزق "أنصار الله" أنهم لم ينجحوا في إزالة العوائق أمام تقدم اليمن نحو الانتقال الآمن لكنهم طووا صفحة العودة إلى الوراء. الإصرار على ما لا يمكن أن يعود كالإصرار ربما على الوقيد في برميل بارود.
المصدر: الميادين