تحالف جيوش الطائرات الحربية الذي يقصف مواقع في اليمن يحاول استعادة ما تجاوزته الأحداث، لكنه ربما يأمل بناء حلف دولي ــ عربي لتغيير التوازنات مع إيران.
- الفشل الخليجي في اليمن يشير إلى أزمة التخويف من إيران الذي تتخذه دول الخليج محور سياساتها
ما يتداوله تحالف
جيوش الطيران الحربي بشأن درء مخاطر اليمن، ربما كان متاحاً أمام مجلس التعاون الخليجي،
على الرغم من اندفاعة الجيش اليمني نحو الجنوب.
النفوذ الخليجي
ولا سيما السعودي في اليمن شمالاً وجنوباً ظل مؤثراً، لكنه فقد شكيمته بتأثير فشل المبادرة
الخليجية، التي عجزت عن الإشارة إلى الضوء في آخر النفق اليمني.
أمام هذا المأزق،
لم تفكر الدول الخليجية بتعويم دورها في اليمن، على عكس إيران التي وظفت التناقضات
في اتجاه حل لمصلحة اليمن، بدليل تأييد قوى يمنية كثيرة لهذا الحل ليست محسوبة على
إيران.
في هذا الصدد،
لم تعهد دول الخليج ممارسة ما يوصف "بالبراغماتية" السياسية كالعديد من الدول،
التي تكيف نفسها مع الهزائم السياسية.
إنما تتميز دول الخليج بمنحى التفكير في الثأر، كما جرى التحضير لقصف اليمن
في بداية الأسبوع حين اجتمع زعماء الخليج في قصر العوجا، حيث كانت تنتخي القبائل لمباركة
غزوات الأسرة السعودية في الأيام الخوالي.
في هذا الأمر،
لا تبدو "عاصفة الحزم" محاولة لتغيير التوازنات الجديدة في اليمن نحو العودة
إلى حل سياسي يحفظ حديقة الخليج الخلفية. فمثل هذا المسعى قد لا يحتاج إلى جهود كل
هذه الدول المتحالفة لضرب اليمن، وربما غزوه بالبحر والبر.
لكن الفشل الخليجي
في اليمن، أشار إلى أزمة التخويف من إيران الذي تتخذه دول الخليج محور سياساتها، التي
يصعب تغييرها في غير اتجاه الذهاب إلى أقصى الحدود.
ربما تسعى دول
الخليج في تكتيل تحالف عريض إلى المراهنة على الاصطدام بإيران على أوسع الجبهات...
فحين تعجز بعض الدول عن التراجع حين ينبغي التراجع، تقفز في الهواء على غير هدى، لكن
لكل شيء آفة من جنسه.