ملخص دراسات وإصدارات مراكز الأبحاث الأميركية

نتائج الانتخابات الإسرائيلية كانت أبرز قضايا الاهتمام لدى الدوائر السياسية والفكرية الأميركية، إلى حين تصدر العدوان السعودي على اليمن، وتوقيته بالتزامن مع استئناف الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية مع ايران.
  • أوضح مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن جل ما يرغب به عدد من حلفاء الولايات المتحدة هو غريزة إلحاق الهزيمة بالحوثيين
معهد كارنيغي كان "الأسرع" بين نظرائه من مراكز الأبحاث في التحذير من مضاعفات التورط العسكري "السعودي" في اليمن، معتبرا ان الغزو يشكل "تصعيدا بالغ الخطورة ومن غير المرجح ان يؤدي للنتائج المرجوة؛" بل وصفه بمغامرة ستترك صدىً على الأوضاع السعودية "في المديين المتوسط والبعيد". وأوضح أن ما يشار إليه من "تمدد النفوذ الإيراني هو أمر مبالغ به إلى حد بعيد".

         ومضى محذرا من القدرات المتواضعة لدول مجلس التعاون والتي "ان تم حساب الدعم الأميركي لها في المعادلة، فإن أطرافه تفتقد القدرة لكسر (تصميم) الحوثيين .. ومن غير المرجح ايضا نجاحها في احداث اي تغيير مادي في ميزان القوى". واستطرد في التحذير من "فشل الغارات الجوية، التي تبدو احتمالا مرجحا" مما يستدعي تلك الدول الى المضي باجتياح بري "قوامه القوات العسكرية السعودية .. والتي يتوقع ان تفشل في ذلك ايضا، مما قد يستفز قطاعات واسعة من المواطنين الذين ينظرون اليها باهدار موارد لا معنى لها في مستنقع اليمن".

         وحول "المبرر" الأميركي لدعم العملية السعودية، اعتبر المعهد ان صناع القرار "على الارجح رأوا فيها فرصة سانحة لتعزيز التحالف السعودي الاميركي والمراهنة على دعم دول مجلس التعاون توفير بديل لقاعدة العند العسكرية، كقاعدة للقوات الاميركية الخاصة".

         في تقرير منفصل، تناول معهد كارنيغي ما اسماه "ازدهار ظاهرة اللجان الشعبية في اليمن"، كسلطة موازية للحكومة المركزية يسخرها الطرفين "الحوثيون والرئيس هادي .. لفرض سيطرتها على الحياة العامة في العاصمة". واوضح ان "اللجان الشعبية ظاهرة يمنية قديمة نسبيا .. وفرت فرصة اثراء وتسليح لزعامات قبلية ابرزها الشيخ حسين الاحمر الذي اعتبر وقف الدولة لحربها ضد الحوثيين خيانة .. وقبله الشيخ عبد الله الاحمر، كبير مشايخ قبيلة حاشد". ولفت المعهد الانظار، ربما دون قصد، الى ابرز قرارات اتخذها الرئيس الوحدوي الاسبق ابراهيم الحمدي، 1974 – 1977، بالغائه دائرة "مصلحة شؤون القبائل وموازنتها يوم 27 تموز/يوليو/1975"، لكنه اغتيل بعد ذلك بعامين، 11 تشرين الاول/اكتوبر 1977 على ايدي عناصر مؤيدة للسعودية.

         اوضح مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان جل ما يرغب به "عدد من حلفاء الولايات المتحدة هو غريزة الحاق الهزيمة بالحوثيين .. ومن خلفهم ايران واعادة الوضع السابق الذي كان قائما في اليمن". واستدرك بالقول ان هذا بالضبط ما كانت "تطبقه السعودية بالتعاون مع الحكومة اليمنية لنحو عقد من الزمن دون نتائج تذكر". واضاف ان ما "تقتضيه الظروف هو التوصل لصيغة حل ثابتة تلبي مطالب كافة الاطراف، داخل وخارج اليمن، ومنح المواطنين في البلاد نوعا من الحكم الذاتي .. مما يستدعي رؤية توافقية بين دول مجلس التعاون وايران والممولين الخارجيين؛" تأخذ بعين الاعتبار "استراتيجيات بعيدة المدى لادارة التحديات التي يواجهها اليمن".

أوباما وإسرائيل

اتهم المجلس الأميركي للسياسة الخارجية الرئيس اوباما بممارسة "الديماغوجية – خاصة فيما يتعلق بالشرق الاوسط". واوضح ان جهوده لتصوير خصومه "المطالبين بانزال عقوبات متشددة بايران بانهم دعاة حرب عاد عليه باستنكار شديد من قبل مساعد زعيم الاقلية في مجلس النواب ستيني هويَر". وسخر من الرئيس اوباما لمحاسبته "نتنياهو بناء على تصريحاته .. بينما يتجاهل التصريحات النارية للقادة الايرانيين".

السياسة الأميركية

السياسة الخارجية لأميركا في نظر معهد كاتو هي "غير واقعية .. نظرا لاستنادها الى الالتزام باستمرار الانفاق العسكري"، بالتساوق مع رغبة معظم الدول العالمية "التي ترحب بالهيمنة الاميركية الخيرية مقابل خيارات اخرى". وحذر ان الهم الشاغل لحلفاء الولايات المتحدة هو "الخشية من انسحابها .. والذين يسعدهم تحويل انظارهم نحو الانفاق على الشؤون وبرامجهم الداخلية، بينما تعاني ميزانياتها الدفاعية من نقص التمويل".

         حذر معهد كارنيغي صناع القرار من "فشل المحاولات لفرض المساءلة على اجهزة الشرطة والقوى الأمنية في الشرق الاوسط مما يقوض جهود تحقيق الديموقراطية". وخص المعهد مصر التي "تشكل نموذجا صارخا لتداعيات الاحجام عن تطبيق اصلاحات في الاجهزة الأمنية .. ولجوئها لاعادة تشكيل جهاز الشرطة المركزي" القائم منذ عهد مبارك. واعرب عن اعتقاده ان "فشل الاصلاحات الشاملة ساهم في الاطاحة بالرئيس محمد مرسي .. واعادة الاعتبار للسلطة الشمولية".

الإسلام السياسي

تناول مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ما اعتبره ظاهرة "افول الاسلام السياسي" في المنطقة، مستندا الى "تشكل تحالفات اقليمية ودولية مع وضد تنظيم الاخوان المسلمين". بل هبت "كافة الدول في المنطقة لقتال الجهاديين المتطرفين، بينما نجح المتطرفون في استغلال الفراغ الناجم عن فشل الدولة لصالحهم".

تونس

اعتبر معهد كارنيغي ان الهجوم المستهدف لمتحف باردو في العاصمة التونسية يشكل "تصعيدا خطيرا بكل المقاييس .. وتداعياته على قطاع السياحة والاقتصاد الهش اصلا، وفي الدلالات التي يواجهها النظام السياسي الجديد، وتصاعد التهديدات الأمنية العابرة للحدود". واضاف ان بعض المأزق يكمن في التسويات السابقة التي "افضت لعودة النظام القديم مقابل ادماج حركة النهضة الاسلامية .. والتي قدمت تنازلات سياسية برفضها اقصاء رموز النظام القديم، مما فتح الطريق امام التيارات الجهادية". واوضح ان "نجاح حركة النهضة في التحول الى حزب محافظ يسعى لتطبيع موقعه في النظام السياسي .. يعني عمليا فشل الاسلام السياسي".

        أما معهد ويلسون فقد اعتبر الهجوم على المتحف "نقطة تحول تغير كل شيء .. اذ تشير الدراسات الحديثة الى تفوق تونس على كل من السعودية والاردن في انتاج المقاتلين الاجانب". وحذر من دعوات ونداءات الدولة الاسلامية، على وسائط التواصل الاجتماعي، لحث "التونسيين الاقتداء باخوانهم" المقاتلين والانضمام الى صفوف الدولة.

إيران

لفت معهد واشنطن الأنظار إلى أسلوب موسكو التفاوضي خلال جولة المفاوضات النووية مع إيران، ويعتبره بانه "مزيج معقد من الشكوك والسياسة الواقعية، والذي ينبغي النظر اليه من زاوية السياسة الروسية الاشمل نحو الولايات المتحدة .. سيما وان المسؤولين الايرانيين يعتبرون الكرملين حليفهم الاقرب في المفاوضات". واوضح ان "المسؤولين الأميركيين يعتبرون سلوك روسيا بناء خلال المفاوضات، وامتثلت موسكو بشكل عام للالتزامات لتطبيق بعض العقوبات الدولية المفروضة ضد ايران". وحذر المعهد من الثقة بمواقف موسكو خاصة عقب "اعادتها الحرارة لعلاقتها مع إيران وسياساتها الأشمل نحو الشرق الأوسط والتي تشكل تحديات كبيرة للمصالح الأمنية الأميركية". 

المصدر: الميادين نت