الجزائر: كيف يودع أهالي قسنطينة شهر شعبان

يمارس سكان مدينة قسنطينة الجزائرية عادة روحية في الأيام الأخيرة من شهر شعبان تسمى الشعبانية الشعبانية، لقاء سنوي للمدائح والأناشيد الدينية ترجع عائداتها إلى الفقراء والمحتاجين تعينهم على حسن صيام شهر رمضان...
  • الشعبانية بمدائحها وابتهالاتها ترتبط بتلاحم المجتمع القسنطيني
ترسخت "الشعبانية" العادة الروحية في سكان مدينة الصخر العتيق... احتضنتها الطريقة "العيساوية"... وجعلت موعدها في الأيام السبع الأواخر من شهر شعبان. 

وعن هذه العادة الروحية قال عزوز بوعبيد رئيس الجعية الراشدية العيساوية إن "هذه العادة هي من قديم الزمان ورثناها عن أجدادنا"، مشيراً إلى أن "الشعبانية ترتكز على الابتهالات و أسماء الله الحسنى ومدح الرسول". 

وأضاف "الشعبانية نحتفل بها استعداداً لرمضان، والعائدات تعود للفقراء نساعدهم على صيام رمضان".

الشعبانية بمدائحها وابتهالاتها ترتبط بتلاحم المجتمع القسنطيني... عائدات احتفالات الشعبانية وصدقاتها تقدم للفقراء والمساكين، وهي دعم لهم لحسن صيام الشهر الفضيل.

وقالت إحدى رواد  الشعبانية إن "الشعبانية هي بركة من العام للعام نتعشى مع بعض ونتآخى فيما بيننا". 

وقال آخر ، "سميت شعبانية لارتباطها بشهر شعبان، يجمعو الناس ويجمعو الصدقات لتوزيعها على الفقراء...".

مدينة قسنطينة "عاصمة الثقافة العربية" اهتزت بمدائح رواد "الشعبانية"...  نفحات الشهر الفضيل، عجلت بالاستعدادات الروحية لحسن صومهم.

جمال فوغالي مدير الثقافة بولاية قسنطينة، تحدث عن هذه العادة بدوره فقال إنها "من ذاكرة أهل قسنطينة وقد اعتادت مدينة قسنطينة أن تقوم هذه الاحتفاليىة لتؤكد تجذر قسنطينة في تاريخها الحضاري العتيق".

"الشعبانية" صورة روحية لتكافل المجتمع القسنطيني، وانصهار فوارقه الاجتماعية في رحاب شهر الصيام والقيام.

هكذا إذاً يودع القسنطينيون شهر شعبان، بالمدائح والأناشيد الدينية... هو استعداد وتمرين روحي لاستقبال شهر الصيام... شهر رمضان الكريم.

المصدر: الميادين