التوتر الشديد يغلب على الإنتخابات التشريعية التايلاندية

أجواء من التوتر الشديد تسيطر على الوضع في تايلاند مع توجه التايلانديين للإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات التشريعية غداة معركة شوارع، في ظل مقاطعة المعارضة وتسجيل نجاح لها في منع تنظيم هذه الإنتخابات في 10% من الدوائر.
  • التظاهرات تعم تايلاند

يدلي التايلانديون الأحد باصواتهم في انتخابات تشريعية تجري في أجواء من التوتر الشديد غداة معركة شوارع في بانكوك تشكل آخر تطور في أزمة اسفرت عن سقوط اكثر من عشرة قتلى خلال ثلاثة أشهر.

وشهدت بانكوك السبت معركة في الشارع بين ناشطين مؤيدين للحكومة وآخرين معارضين لها أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى.

واثارت لقطات بثّت لهذه المواجهات التي تخللها اطلاق نار كثيف وانفجارات وحالة هلع بين المارة، مخاوف عدد كبير من الناخبين.

وكانت رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا بين أوائل المقترعين الذين ادلوا باصواتهم في مركز للاقتراع في حيها صباح الأحد، وسط اجراءات أمنية مشددة.

وهذه الانتخابات المبكرة دعت إليها رئيسة الوزراء ينغلوك شيناوترا في محاولة لتجاوز الأزمة، لكن المعارضة اصرت على مقاطعة العملية.

وقد نجح المتظاهرون في منع تنظيم هذه الانتخابات في اكثر من عشرة في المئة من الدوائر (45 من اصل 375 دائرة).

وقال بوشونغ نوتراوونغ الأمين العام للجنة الانتخابية لوكالة فرانس برس إن "مراكز الاقتراع فتحت" باستثناء تلك التي تاثرت باغلاق مراكز لتوزيع بطاقات التصويت.

واوضح ان "بطاقات تصويت وصناديق اقتراع بقيت في مراكز التوزيع التي حاصرها المتظاهرون".

ومنذ ثلاثة أشهر، يطالب المتظاهرون المناهضون لرئيس الوزراء السابق تاكسين شيناوترا الذي أطاح به انقلاب العام 2006 باستقالة حكومة شقيقته ينغلوك التي يعتبرونها دمية في يده.

والمتظاهرون وهم خليط غير متجانس من نخب بانكوك ومتطرفين من انصار النظام الملكي وسكان الجنوب، يريدون انشاء "مجلس للشعب" غير منتخب بدلا من الحكومة، متوعدين ببذل كل جهودهم لمنع انتخابات اليوم التي يرون انها لن تؤدي سوى الى تمديد هيمنة الحزب الحاكم "بويا تاي".

وأكدت ينغلوك شيناواترا مراراً إن الانتخابات هي افضل مخرج للأزمة، لكن الخبراء يشككون في أن يؤدي هذا الاقتراع إلى أي تغيير.

وقد اسفرت الازمة المتواصلة منذ الخريف عن سقوط عشرة قتلى على الأقل لا سيما في هجمات بقنابل يدوية ورصاص قناصة مجهولين على المتظاهرين.

ووقعت اعنف المواجهات في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبرالماضي عندما قتل خمسة اشخاص في ظروف غامضة على هامش صدامات بين متظاهرين موالين ومعارضين للحكومة وحركة "القمصان الحمر".

وانتشر 130 الف شرطي في البلاد تحسبا لاعمال عنف ولحماية 93500 مركز اقتراع. ورغم فرض حالة الطوارئ في بانكوك، تمكن المتظاهرون الاحد الماضي من تعطيل اخر تصويت مبكر للتايلانديين الذين لم يتمكنوا من الحضور الى دوائرهم الانتخابية في الثاني من شباط/ فبراير المنصرم.

ويعتبر حزب بويا ثاي الحاكم مجدداً الاوفر حظا للفوز بهذه الانتخابات لا سيما أن اكبر احزاب المعارضة، الحزب الديموقراطي، يقاطع الإقتراع. لكن اللجنة الانتخابية حذّرت نظرا للوضع السياسي من ان النتائج النهائية لهذه الانتخابات قد لا تعلن إلا بعد أشهر.

المصدر: ا ف ب