هل يؤدي تحرك الائتلاف في موسكو إلى تفاهمات على شكل الحل في سوريا؟

مباحثات وفد الائتلاف السوري المعارض في موسكو لم تأتِ بجديد على صعيد المواقف المعروفة للأطراف المعنية بالشأن السوري، في الوقت نفسه اتفق الروس والمعارضون السوريون على مواصلة الاتصالات بينهم لما فيه مصلحة للحل في سوريا.
  • الائتلاف في موسكو مسلحاً بالموقف السعودي المتشدد إزاء مستقبل الرئيس الأسد
زيارة رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة لموسكو، تأتي بمثابة كسر للجليد الذي تراكم فوق العلاقات بين روسيا والائتلاف، نتيجة دعم الروس اللامحدود للحكومة في دمشق... لكن ذلك لا يعني أبداً تغييراً في موقفي الطرفين.

روسيا التي سبق أن استقبلت على أراضيها قادة الائتلاف المعارض، إنما تريد أن تظهر أنها جادة في مسعاها إلى توحيد المعارضة السورية، حول قاسم مشترك، لدخول مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية. مفاوضات يجب أن ينتج منها توافق على عناصر المرحلة الانتقالية، كما ينص بيان جنيف واحد.

وقال لافروف "نحن حريصون للغاية على مساعدة كافة السوريين لكي يتحدوا حول مهمة محورية، تكمن في الحفاظ على وحدة البلد واستقراره، وتجنب تحول سوريا إلى بؤرة للارهاب وغيره من التهديدات".

أما الائتلاف فقد جاء إلى العاصمة الروسية مسلحاً بالموقف السعودي المتشدد، إزاء مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، لذا كان عزفه على الوتر السعودي نفسه.

وفي هذا الإطار قال رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة "نحن أبدينا موقفنا للقيادة الروسية تجاه العملية الانتقالية في سوريا"، مضيفاً أنه "يجب بالضرورة وبعد انتهاء المرحلة التفاوضية أن تكون خالية من الرئيس الأسد".  

وفي هذا السياق يبقى مطروحاً سؤالان: الأول بشأن العرض السعودي بالتخلي المتبادل لكل من الرياض وطهران، عن دعم المعارضة المسلحة والحكومة السورية، والثاني عن مصير المبادرة الإيرانية.

ولا يعتقد بوريس دولغوف، دبلوماسي روسي سابق أن يكون العرض السعودي هو الأفضل، لأن الكل يعلم أن سبعين بالمئة من الدعمين العسكري واللوجستي يأتي عبر تركيا، على حدّ تعبيره، مضيفاً أن "تخلي ايران عن حليفها السوري سيكون ذا عواقب دراماتيكية"، أخذاً بعين الاعتبار "التهديد الإرهابي الذي يشكله داعش"، مستنتجاً أن "موسكو لن تستسيغ هذا العرض".

وربما الرفض الروسي للعرض السعودي هو الذي قاد إلى التصريحات المتشددة، بل المتشنجة لرئيس الدبلوماسية السعودية عادل الجبير في موسكو.

تنبؤات كثيرة بأن يقود الحراك السياسي الأخير في موسكو إلى تفاهمات على شكل الحل في سوريا، لكن الخلافات العميقة بين الأطراف تؤجل التوصل إلى هذه التفاهمات قريباً.

المصدر: الميادين