منطقة القبائل في شرق الجزائر

بعد مرور ثلاثة أيام على الإعلان شبه النهائي عن فوز عبد العزيز بوتفليقة بولاية رئاسية رابعة تعرّض الجيش لهجوم عنيف من قاعدة المغرب الإسلامي في منطقة القبائل شرق العاصمة حيث ينشط تنظيم القاعدة، وفيما يلي استعراض لطبيعة المنطقة مع دلولة حديدان.
  • تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل الكبرى.

طرح مقتل أربعة عشر جندياً من الجيش الجزائري في ولاية تيزي وزو التساؤل عن طبيعة هذه المنطقة وقوّة تنظيم القاعدة فيها حتّى تستطيع توجيه ضربة موجعة للمؤسسة العسكرية.

 

وتضم تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل الكبرى التي تضمّ بجاية، البويرة، جيجل، بومرداس، سطيف، برج بوعريريج، وهو مصطلح أطلق في عهد الإستعمار على القبائل التي تتحدّث الأمازيغية بدلاً من اللّغة العربية.

 

 

وتقع تيزي وزو على بعد مئة وعشرة كيلومترات شرق العاصمة، حيث تمرّ فيها سلسلة الأطلس التلّي ذات الجبال والمسالك الوعرة، وهو ما يؤهلها لأن تكون بيئة مريحة لعناصر تنظيم القاعدة من ولاية جيجل الى بجاية وصولا الى تيزي وزو ويصعّب على قوّات الجيش تمشيط المنطقة

 

 

تحتضن الولاية مقرّ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بزعامة عبد المالك درودكال، المكنّى بأبي مصعب عبد الودود، وتعدّ هدفًا لأعمال العنف التي يقوم بها عناصر التنظيم ، ولا سيما عمليات الخطف للحصول على المال.

 

وتتّخذ الجماعة أنواعًا كثيرةً من العمليات أهمّها العمليات الانتحارية والكمائن التي تشنّها عادةً ضدّ دوريات الجيش والشرطة منذ تسعينيات القرن الماضي وتسمح لهم هذه العمليات بالحصول على السلاح فضلاً عن خلايا الدّعم والإسناد اللوجستي التي تتحدّى حصار المنطقة لايصال السلاح إليهم.

 

وينضمّ للتنظيم عناصر من تونس وليبيا ولا يمكن بأيّ حال من الأحوال وصول السلاح الليبي إليهم نظرا للحصار الذي تعرفه المنطقة.

 يستخدم التنظيم الاختطاف أسلوبا للحصول على المال خصوصًا بعد زوال ما يسمّى ضريبة الجهاد وهي شكل من أشكال الابتزاز  يمارسه المسلّحون على المزارعين والمقاولين، لتمويل عملياتهم الإرهابية

 

إلاّ أنّ السبب الأقوى للظاهرة هو انسحاب قوات الدرك الوطني من منطقة القبائل عام ألفين وواحد عندما اندلعت مواجهات أحداث الربيع الأسود، بسبب مقتل الشاب ماسينيسا في ثكنة للدرك الوطني

 

المصدر: الميادين