مواجهات بين داعش والنصرة برغم إعلان الأخيرة الإمتثال لأمر الظواهري
أعلنت جبهة النصرة امتثالها لأمر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بوقف القتال في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وفي بيانٍ وزعته مؤسسة المنارة للإنتاج الإعلامي أعلنت جبهة النصرة أنها لن تبادر بالإعتداء، لكنها سترد على "أي اعتداء من تنظيم داعش عليها وعلى المسلمين وحرماتهم" على حد تعبير البيان، وأن الجبهة ستعلن وقف إطلاق النار تلقائياً عندما يعلن داعش وقف قتال المسلمين.
كذلك أعلنت الجبهة موافقتها على طلب الظواهري بالكف عن التراشق في الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي.
وكان أيمن الظواهري طالب في تسجيل صوتي أبو بكر البغدادي زعيم "داعش"، بالتفرغ للقتال في العراق تحت جناح القاعدة، والكف عن الاقتتال بين جبهة النصرة وداعش، في موقف اعتبره محللون تراجعاً من الظواهري عن كلامه السابق ودليلاً على فقدانه السيطرة على فروع القاعدة.
في سياق متصل، اعتقلت جبهة النصرة قائد المجلس العسكري للمجموعات المسلحة المدعو أحمد فهد النعمة على حاجز اليرموك، كذلك جرى اعتقال مرافقيه خالد الرفاعي الملقب بـ "الوحش" وهو قائد كتيبة حمد آل ثاني في الغارية، وموفق العتيلي، والعقيد الطيار أيسر الخطبا، وموسى الأحمد قائد ما يسمى فوج الفرسان الأول من درعا البلد.
تواصل الاشتباكات العنيفة بين النصرة وداعش في البصيرة بريف دير الزور
كل طرف يحاول السيطرة على حقول النفط في ريف دير الزور
ولكن إعلان جبهة النصرة الإمتثال لأوامر الظواهري لم تجد ترجمة لها على الأرض حتى الآن، حيث انتقلت نيران الإشتباكات بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" إلى محيط بلدة البصيرة في ريف دير الزور الجنوبي قرب نهر الفرات.
جبهة النصرة ومجموعاتٌ إسلاميةٌ متحالفةٌ معها استعادت بعضاً من مكاسبها بعد تقدم داعش في الصور إلى الشمال الشرقي من دير الزور.. إشتباكاتٌ عنيفةٌ استخدم الطرفان فيها المدفعية والدبابات والحصيلة تقدمٌ للنصرة بالسيطرة الكاملة على أبريهة.
إشتباكاتٌ امتدت لتطال المحيط القريب برمته في بلدات أبريهة والصبخة والتوامية مع إستنفارٍ عالي المستوى وتحشيداتٍ كبيرةٍ أقدم عليها الطرفان المتصارعان للسيطرة على سهول القمح ومنطقةٍ حيويةٍ جداً قرب الحدود مع العراق، والأهم ربما تعزيز المواقع قريباً من حقول النفط السورية..
"النصرة" عززت مكاسبها بالسيطرة على البصيرة التي تحتوي مرتفعاً إستراتيجياً يطل على البلدات المجاورة، لتعزز إحكام سيطرتها على حقولٍ نفطيةٍ تتيح لها ملايين الدولارات يومياً في تجارةٍ باتت مصدر دخلٍ رئيسيٍ لتلك التنظيمات.
في حصيلة المواجهات 62 قتيلاً بينهم قياديان من النصرة ولواءٍ إسلاميٍ مقاتل، لكن الثمن الأكبر دفعه المدنيون نزوحاً واسعاً طال 62 ألف مدنيٍ تقريباً توزعوا على عدة بلداتٍ؛ 35 ألفاً في البصيرة، 12 ألفاً في أبريهة، و 15 ألفاً في الرز..
معارك لن تتوقف كما يبدو في ظل إصرار الفريقين على إحكام سيطرتهما على المنطقة.. النصرة تهدف للحفاظ على منطقة نفوذٍ كبيرةٍ لها، وخصوصاً أن بلدة الشحيل المجاورة تشكل أكبر قاعدةٍ لها في سوريا، فيما يريد "داعش" الظفر بحصصٍ من النفط وقطع طريق النصرة إلى مركز نشاطه في الرقة، وفي الحالتين على المدنيين تحضير أنفسهم لمعارك كبيرةٍ..