معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يحذر من إمكانية قيام "تحالف بين أكراد سوريا وحلف روسيا/الأسد"، ومعهد الدراسات الحربية يتوقع أن يؤدي التحرك الروسي في سوريا إلى زيادة "النفوذ الروسي في العراق إن لم تماثله الولايات المتحدة".
مفاجأة قرار التدخل الروسي مباشرة دفع أحد
أهم مراكز الفكر والأبحاث، مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، طمأنة أقرانه
بأن روسيا بفعلتها "ترسخ رسمياً العديد من المواقف والغربية الرامية لزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط
والدول النامية،" والتي اخضعتها لمناقشة مكثفة في مؤتمر عسكري عقدته موسكو
العام الماضي. وأوضح ان مداولات المؤتمر وضعت نصب عينيه استقراء مخاطر الثورات
الملونة كاحدى "ادوات حرب الولايات المتحدة واوروبا لزرع ورعاية عدم
الاستقرار خدمة لمصالحهما الأمنية الصرفة، بكلفة مادية متدنية وخسائر بشرية اقل".
واستعرض
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تغطية منفصلة ما اعتبره المعضلات
المتداخلة التي تواجهها روسيا نتيجة قرارها بالتدخل المباشر في سوريا، حاثاً
واشنطن الاقلاع عن "المكابرة باعتقادها ان قوى المعارضة السوريا أضحت في وضع
اقوى يمكنها من التأثير في الأوضاع الأمنية .. ووقف مراهنتها على تعزيز صفوف قوى
معارضة تكن الكراهية والبغضاء لبعضها البعض فضلا عن انعدام الكفاءة لديها التعامل
مع تحديات الحكم وتوفير حلول للمآزق الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها سوريا في
الوقت الراهن". وشدد على ان الحل يبدأ "بتقييم نزيه للاوضاع الراهنة
التي مزقتها سنوات عدة من الاقتتال .. وحشد جهود كافة الأطراف الدولية لاعادة اعمار
سوريا".
تناول
معهد الدراسات الحربية ما اسماه تداعيات التحرك الروسي في سوريا على العراق
متوقعا ان يؤدي إلى زيادة "النفوذ الروسي في العراق ان لم تماثله الولايات
المتحدة". وأوضح انه من الضروري
"ابلاغ الحكومة العراقية ان الولايات المتحدة هي شريك افضل لها في
محاربة داعش من إيران وروسيا". وناشد واشنطن التلويح "باستخدام قيادة
مشتركة للعمليات الجوية (مع العراق) مما سيعزز فعالية الغارات الجوية ومن شأن ذلك أن
يلقى ترحيبا من القوات الموالية للتحالف وخاصة العاملة في محافظة الانبار".
نبه
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى من امكانية قيام "تحالف بين أكراد
سوريا وحلف روسيا/الأسد،" مناشدا الدول الغربية النظر إلى الخيارات المتاحة
"لمواجهة التدخل الروسي وتداعياته المتثلة بثنائية عدم القيام بعمل مضاد ..
او دخول المسرح وفق القواعد التي وضعها (الرئيس) بوتين لضمان موقع تفاوضي لاحلال
السلام في سوريا في المستقبل". وحذر قائلا انه "في كلا الحالتين، ينبغي
على القادة الغربيين الاقرار بأن حزب العمال الكردستاني لن يتوانى عن التحالف مع
روسيا والأسد في حال توصل لقناعة مفادها ان ذلك الخيار الاوحد أمامه لضمان وحدة
اراضيه في الشمال" السوري. واردف ان "الولايات المتحدة وشركاءها على
عتبة اتخاذ قرار يقضي اما باستمرار الحظر المفروض على توسع القوى لكردية او دعم
حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الانضمام لجبهة كوباني". واستطرد بالقول ان
القوى الكردية "هي الوحيدة العاملة في الميدان ستدعم الجهود الغربية لمواجهة
داعش،" وعليه ينبغي التشبث بها "لابقائها في المعسكر الأميركي".
في تغطية منفصلة، اعتبر معهد واشنطن
لدراسات الشرق الادنى الخطوة الروسية "قد تسهم في تجسير الهوة القائمة
بين تركيا والولايات المتحدة .. وحفز انقرة على تعديل المعادلة الراهنة لصالح انشاء
تحالف استراتيجي مستدام مع الولايات المتحدة". وحذر من تداعيات التدخل الروسي
قائلا ان "اقامة روسيا قاعدة جوية على حدود تركيا الجنوبية .. وفر لاردوغان
فرصة لاعادة النظر بسياسة تعاونه مع بوتين .. لا سيما وهو يشاطر هدف واشنطن في
احتواء روسيا قبل تمكنها من ترسيخ نفوذها بمحاذاة الحدود التركية".
ناشد
معهد كارنيغي الإدارة "الاستدارة صوب إيران" والبناء على
انجازات صيغة 5+1 لما شكلته من "منبر أممي فريد باستطاعة اطرافه الرئيسة
العمل معا بغية التوصل لحل الأزمة السورية .. فضلا عن الميزة المكتسبة لانخراط إيران،
والتي لا يمكن التوصل لحل فاعل بدونها". وحذر القوتين العظميين بالقول
"لا يجوز للولايات المتحدة وروسيا تبديد" أجواء الثقة المكتسبة مع إيران.
معهد
كاتو حث الإدارة على مقاومة ضغوط الأطراف
والقوى المتطلعة للانخراط العسكري في سوريا، والذي ان تم "لن يكون بوسع جهود
تسليح (المعارضة) تعزيز دورها مجتمعة في انشاء هياكل فعالة للحكم داخل الأراضي
التي تسيطر عليها". واضاف ان "زيادة تسليح المعارضة يعني ببساطة زيادة
أفاق تدخل المجتمع الدولي ونشر قوات (عسكرية) لبسط الاستقرار بعد مرحلة انمهاء الأزمة
واعادة اعمار سوريا". واثنى المعهد على "الرئيس أوباما لجهوده في ضبط
النفس ومقاومة ضغوط القوى المطالبة بالانخراط في سوريا .. لا سيما (لتأكيده) على
عدم فعالية اقامة منطقة حظر للطيران او لتسليح المعارضة السوريا". وشدد
المعهد على انه "لا يوجد مستقبل لحل عسكري للصراع، وينبغي على (أوباما)
مواصلة المضي في توجهاته" الراهنة.
العراق
تناول
معهد كارنيغي تعثر جهود التحالف الدولي لاستعادة مدينة الموصل، والذي
"اضطر لتوجيه انظاره بعيدا عن الموصل بعد سيطرة تنظيم داعش على مركز مدينة
الرمادي .. ونشر العراق قوات اضافية في محافظة الانبار" التي تعتبر حيوية
لضمان أمن العاصمة بغداد. واشار المعهد إلى بعض "العقبات العسكرية
والسياسية" التي تعيق جهود استعادة الموصل، منها "ضرورة السيطرة على
مدينة بيجي ومصفاتها النفطية" التي تتوسط الطريق مع بغداد ويستغلها داعش
"كعقدة اتصالات مهمة تربط قواته في الانبار ومحافظة الرقة السوريا .. والتي أضحت
محطة استنزاف كبيرة للجيش العراقي (وحلفائه)
على الرغم من اسناد طيران التحالف الدولي". واعتبر المعهد ان استعادة الموصل
تشكل تحديا كبيرا "للولايات المتحدة .. نظرا لغياب القوى الفاعلة التي ستحتفظ
بها بعد استعادتها".
الاتفاق النووي
حثت
مؤسسة هاريتاج الرئيس الأميركي المقبل "عدم القبول" بالتزامات
الرئيس أوباما ببنود الاتفاق النووي، وينبغي عليه "استعراض التزامات إيران
بالاتفاق فور تسلمه مهام منصبه". وأوضح انه من المرجح ان يتوصل الرئيس المقبل
إلى استنتاج اقدام إيران على انتهاك نصوص الاتفاق وربما "استمرارها في ارتكاب
اعمال عدائية بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها مما سيوفر الذريعة (القانونية)
للتنصل وابطال مفعول الاتفاقية". واضافت انه يتعين على الإدارة المقبلة النظر
بجدية نصوص البند السابع من الاتفاق الذي ينص على "انزال عقوبات موسعة"
بإيران.
المصدر: مكتب واشنطن بالتعاون مع مركز الدراسات الأميركية والعربية