كيف تطور الموقف الأميركي تجاه الأسد في التصعيد والتراجع؟
تمسك باريس بموقفها من الرئيس الأسد يقابله تغيرٌ ملموسٌ في لجهة واشنطن. كيف تطور الموقف الأميركي تجاه الرئيس الأسد في التصعيد والتراجع وباتت الأولوية لمكافحة الارهاب؟
انخفاض سقف التصريحات السياسية للمسؤولين الأميركيين يعود لتصاعد الأحداث الميدانية
المواقف التي أطلقها المسؤولون الأميركيون شهدت تهديدا فترددا ثم تراجعا وانكسارات كثيرة وسارت في خط متغير بتغير المعطيات في الميدان السوري. واشنطن ستضطر في نهاية المطاف إلى التفاوض مع نظام الأسد. هذا واحد من جملة مواقف قالها وزير الخارجية الاميركي جون كيري تظهر تغيرا واضحا في سياسة واشنطن تجاه الأسد. كيري يعي تماما ما صرح به. هو لسان حال الإدارة الأميركية. انخفاض سقف التصريحات السياسية للمسؤولين الأميركيين يعود لتصاعد الاحداث الميدانية. فبعد نحو خمس سنوات من الحرب ظل الأسد ثابتا في موقعه واثبت أنه لاعب اساسي في المنطقة وفي حربها ضد الارهاب. تعاظم نفوذ الارهابيين في سوريا وعلى رأسهم داعش. في المقابل فشل اميركي في تدريب وإيجاد ما يوصف بالمعارضة السورية المعتدلة وهروب معظم من جرى تدريبهم في تركيا والاردن قبل اطلاق رصاصة واحدة ضد داعش. ولعل واشنطن أدركت ولو بعد اكثر من ستة آلاف غارة جوية على مواقع داعش دون اضعاف حقيقي لها انها لن تكسب هذه الحرب في غضون اشهر او سنوات. في المقابل يبدو واضحا أن مفاعيل المشاركة الروسية في الحرب على الارهاب في سوريا كانت من ابرز الاسباب التي قد تجعل واشنطن تتجاوز شرط رحيل الأسد كليا. فالاصرار الروسي بقي على ما هو عليه منذ بداية الحرب. الأسد خط احمر وموسكو لن تتخلى عنه والأولوية لمكافحة الإرهاب.
المصدر: الميادين