التوتر العسكري يتصاعد بين أرمينيا وأذربيجان

أرمينيا تقول إن وقف إطلاق النار الهش بينها وبين أذربيجان حول منطقة ناغورني قره باخ المتنازع عليها لم يعد قائماً، واصفة الاشتباكات المتكررة على حدودها بـ"الحرب"، وباكو تحمّل يريفان مسؤولية تصعيد التوتر في المنطقة وتعتبر أن "انتهاكات لوقف إطلاق النار وقعت بسبب وجود قوات أرمينية بصورة غير شرعية في الأراضي المحتلة".
  • شهدت الأشهر الأخيرة تصعيدا غير مسبوق للنزاع بين البلدين.
أعلنت أرمينيا أن وقف إطلاق النار الهش بينها وبين أذربيجان حول منطقة ناغورني قره باخ المتنازع عليها لم يعد قائماً، واصفة الاشتباكات المتكررة على حدودها بـ"الحرب".
ولم تتأخر السلطات الآذربيجانية في الرد، إذ حمّلت يريفان مسؤولية تصعيد التوتر في المنطقة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الآذربيجانية، حكمت حاجييف، إن «انتهاكات لوقف إطلاق النار وقعت بسبب وجود قوات أرمينية بصورة غير شرعية في الأراضي المحتلة». وأضاف أن "على أرمينيا الانسحاب من الأراضي المحتلة... عندها فقط، يمكن ضمان سلام دائم في المنطقة".
يأتي ذلك بعد أيام على لقاء جمع رئيسي الدولتين المتنازعتين في العاصمة السويسرية برن حيث تناول الاجتماع النزاع الدائر بين بلديهما منذ عقود في شأن اقليم ناغورني قره باخ الانفصالي حيث وقعت سلسلة من الاشتباكات في الآونة الأخيرة.
وتتنازع أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان في القوقاز، السيطرة على ناغورني قره باخ الذي تقطنه غالبية أرمنية والتابع لأذربيجان، وكان مسرحا لحرب أوقعت نحو 30 ألف قتيل، بالاضافة إلى آلاف اللاجئين بين العامين 1988 و1994.
وتتكرر المواجهات بين قوات باكو ويريفان على طول خط التماس في الاقليم الانفصالي.
ويعود آخر لقاء بين الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف إلى العام 2014 في باريس، من دون إحراز أي تقدم ملموس في شأن الاقليم المتنازع عليه منذ أوائل التسعينات.
ويبدو أن محادثات السبت لم تحقق تقدما كبيرا.
ونقل التلفزيون الأرمني عن وزير الخارجية ادوارد نالبنديان قوله للصحافيين "خلال الاجتماع، تبادل الطرفان وجهات النظر حول مختلف جوانب حل النزاع. ولسوء الحظ، فإن مواقف الجانبين غير متطابقة".
واضاف نالبنديان، الذي انضم إلى المحادثات مع نظيره الأذربيجاني، إن جدول الاجتماع "تأثر بتصعيد الوضع، من خلال الاستفزازات الأذربيجانية، والانتهاكات الصارخة لوقف اطلاق النار".
وشهدت الأشهر الأخيرة تصعيدا غير مسبوق للنزاع، إذ حذر وسطاء من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من أن "الوضع الراهن لم يعد محتملا".
وقال وزير الخارجية السويسري ديدييه بوركهالتر، الذي استضاف اجتماع السبت، في بيان إنه "لا يمكن حل النزاع في ناغورني قره باخ إلا عبر عملية تفاوض شاملة".
وانتهى الاجتماع بين الرئيسين في منتصف النهار، ووصف المسؤولون الأرمن اللقاء بأنه "في غاية الأهمية".
وقال نالبانديان أيضا "من المهم للغاية أن تستمر المحادثات لأن لا بديل من الحوار. كلما تكثفت هذه الاجتماعات زادت الفرص في تخفيف التوتر في منطقة النزاع، للمضي قدما في تسوية النزاع".

المصدر: وكالات