القائد العام لفيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني يوجه رسالة إلى الفلسطينيين والمقاومين في غزة، مؤكداً مواصلة دعمهم في مواجهة الصهاينة، ومتوعداً إسرائيل بالرد في الوقت المناسب.
في رسالة غير مسبوقة وجهها اللواء قاسم سليماني القائد العام لفيلق القدس الإيراني
حول العدوان على غزة، قال سليماني إن "نزع سلاح المقاومة أحلام يقظة لن تمر بل
أمنيات جائرة كالحة مآلاتها المقابر"، مضيفاً "ليعلم العالم أجمع أن نزع
سلاح المقاومة هرطقة باطلة ووهم لن يتحقق".
وأكد سليماني في الرسالة التي تنشرها الميادين "الاستمرار بإصرار في نصرة
المقاومة ورفعها إلى النصر حتى تبيت الأرض والهواء جهنماً للصهاينة"، وقال
"إن الشهادة على خط فلسطين أمنية يتوق إليها كل مسلم شريف وأحرار الإنسانية يفخرون
بها"، متوعداً "بصب جام الغضب على رأس الصهاينة المجرمين في الوقت
المناسب".
ووجه سليماني التحية للمقاومين في كافة كتائب المقاومة الفلسطينية الذين "يلقنون
العدو ومن وراءه والمتآمرين معه من بعيد أو قريب أعمق دروس التحدي".
النص الكامل لرسالة اللواء سليماني للفلسطينيين
سليماني: المقاومة في غزة تسطر أسمى آيات البسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم
بدؤوكم أول المرة أتخشونهم والله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
أيها الأحبة في فلسطين كل فلسطين وفي غزة الصمود
والمقاومة سلام الله عليكم من القلب ورحمة الله وبركاته..
يا من تسطرون في هذه اللحظات المجيدة من تاريخ أمتنا
والإنسانية الحرة، أسمى آيات البسالة ومواجهة العدوان الغاشم على شعبنا الفلسطيني
البطل في غزة.. يا من تلقنون العدو المحتل ومن وراءه المتآمرين معه من بعيد أو
قريب، وهم كثر، أعمق دروس التحدي والعناد للحق والكرامة. إن فلسطين هي القلب
النابض الذي يضخ الدماء في شرايين البشرية ليهب الإنسانية حياة جديدة في كل حين
وفلسطين هي من تهب العالم العنفوان وتسقي بدماء أبناءها وأطفالها المظلومين سنابل
الحرية والتحرر، فتهز الضمائر وتوقظ الشعوب من سباتها العميق..
إن فلسطين في هذا الزمن هي الحد الفاصل بين الحق والباطل
وبين الجور والعدالة وبين الظالم والمظلوم..
إن فلسطين هي البركان الإلهي الذي لا يمكن إخماده إلا
بدحر الغاصب المحتل..
سلام الله ورحمته على هؤلاء النساء والرجال المرابطين
والمقاومين الذين رفعوا هامة الإنسانية الحرة الطاهرة عاليا وبصمودهم سموا براية
الإسلام إلى العلا..
رحمة الله وغفرانه للشهداء وشهداء فلسطين والمقاومة..
سلام إلى قادة المقاومة الذين دونوا أسماءهم بحروف من
شرف في تاريخ فلسطين ، قادة المقاومة الذين لا يقبلون المساومة على الحقوق ، ولا
يتراجعون أمام ضغوط التسليم ومؤامرات الاستسلام..
سلام إلى إخواني الزعماء السياسيين لحماس والجهاد
الإسلامي وفصائل المقاومة عموما..
سلام وتحية إلى القادة المقاومين في كتائب القسام وسرايا
القدس وأبو علي مصطفى وشهداء الأقصى وألوية ناصر صلاح الدين وجميع المجاهدين
وحركات المقاومة على الأرض..
إن المشاهد الموجعة في فلسطين تدمي قلوبنا وتلف صدورنا
بحزن شديد.. هو حزن في جوهره ، غضب عميق.. غضب سوف نصب جامه على رأس الصهاينة
المجرمين في الوقت المناسب.
ألا لعنة الله على من ظلمكم ولا يزال..
ألا لعنة الله على كل ظالم دافع ولا يزال ، حمى ولا يزال
، هذا الكيان المجرم ولا سيما رأس الظلم العالمي أمريكا..
ألا لعنة الله على كل من أغلق في وجهكم طرق الإمداد
وشارك الصهاينة جناياتهم.
ألا لعنة الله على كل من يرى حزنكم ومرارتكم ويسمح بقتل
شعبكم المظلوم بصمته الجبان..
ليعلم العالم أجمع أن نزع سلاح المقاومة هرتقة باطلة
ووهم لن يتحقق وأحلام يقظة لن تمر بل كلها أمنيات جائرة كاحلة مآلاتها المقابر...
إننا في محضر الله عزوجل نعاهد الشهداء بأننا باقون على
العهد ولن نبدل تبديلا.. فكما كنا ولا نزال نقوم بواجبنا الديني في دعم المقاومة
فإننا نؤكد أننا مستمرون بإصرار على نصرة المقاومة ورفعها إلى النصر حتى تبيت
الأرض والهواء والبحر جهنما للصهاينة وليعلم القتلة والمرتزقة بأننا لن نتوارى
للحظة عن الدفاع عن المقاومة ودعمها ودعم الشعب الفلسطيني ولن نتردد في هذا.
إننا إذ نذكر الجميع بأننا عشاق الشهادة وأن الشهادة على
خط فلسطين والشهادة في مسار القدس هي أمنية يتوق إليها كل مسلم شريف لا بل أن
أحرار الإنسانية يفتخرون بها..
في هذه اللحظة الهامة من تاريخ أمتنا نقول ونوصي الإخوة
المسلمين لتصويب البندقية والسلاح والدم والكرامة دفاعا عن الإنسانية والإسلام
الذي تختصره فلسطين بدل أن نقاتل بما يفرح أعداءنا ويضعف طاقتنا. إن وحدتنا من أجل
فلسطين ستصيب الأعداء بالرعب وتجعل العالم كله غير آمن أمام مغتصبي فلسطين..
كل السمو والرفعة والنصر والتوفيق الإلهي لكل فرد من
المجاهدين والمقاومين والنساء والرجال الشجعان والغيارى والصابرين في فلسطين الحبيبة..واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم
جندي الإسلامقاسم سليماني
حركة الجهاد الإسلامي تشيد برسالة سليماني
وفي رد على رسالة الواء سليماني، رحّب نائب الأمين
العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة بالرسالة، وقال "إنها موضع تقدير واحترام
لدى المقاومة في فلسطين".
وفي مقابلة مع "الميادين" أشاد نخالة
بجهود الإيرانيين في دعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي.