بغداد العريقة عبر التاريخ... هدف للإرهاب
هي دار السلام .. أو المدينة المدورة.. أو هي الزوراء .. كما اتفق على تسميتها عندما أنشئت بأمر الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور.
عاش في بغداد ومنذ القدم تنوع ديني ومذهبي جمع سكانها في هوية واحدة.. وقد تكون مدينتا الأعظمية والكاظمية خير مثال على التعايش بين البغادة الذين تستطيع أن تميزهم من زيهم الذي يعرف بالزُبون.
يقول المتحدث الموسوعي التأريخي علي النشمي إن "بغداد سكنتها على مدى الدهر إثنيات كثيرة قبل أن يأتي العرب بالفتح الإسلامي.."، مضيفاً أنه "كان هنالك رخاء اقتصادي، وكانت كل القوميات تتبلور وتتبوتق في سوق واحدة وبالتالي لم تكن هناك خلافات".
أهل بغداد بالإضافة لزيهم الخاص.. لهم لهجتهم ومقامات غنائهم التي تميزوا فيها عن باقي أهل العراق.
أما رئيس اتحاد الأدباء العراقيين فاضل ثامر فيشير إلى أن "بغداد أنجبت مجموعة كبيرة من الشعراء العراقيين البغداديين أو البغادة كما نسميهم، ونستطيع أن نقول إن عدداً من هؤلاء الشعراء الذين قدموا من محافظات قد تبغددوا".
تميز العمران البغدادي بما يعرف "بالشناشيل" والتي غالباً ما تكون إطلالة البيوت الرئيسية على الأزقة والأحياء البغدادية القديمة.. وأصبحت رمزاً لها بشكلها الهندسي والمقرنصات.
لم تعش بغداد داراً للسلام لفترة طويلة.. فهي كانت موعودة بالاحتلال الذي ترك أثره في تغير حالها وتعايش أهلها .. وقد يكون هذا سبباً بالاضافة للهجرة الجماعية، والسكن فيها من جنوب وغرب العراق في ضياع شتت ملامحها.
"قدر بغداد أن يحكمها من ليس من أهلها.." هذا ما قاله الدكتور عصام الفيلي، أستاذ التاريخ في جامعة بغداد، والذي يشير إلى أن "بغداد كانت منفى لكل الولاة السيئين الذين فقدوا الحظوة عند السلطان".
يسكن بغداد اليوم سبعة ملايين نسمة حسب آخر الإحصائيات، سبعة ملايين من مختلف الأديان والمذاهب، وربما كانت هذه الفسيفساء في التنوع لها جانب سلبي لم يفطن له.. ليكون واضحاً في حرب داخلية امتدت نارها لعامين..
بغداد اليوم، وهي تحاول أن تسترد رونقها وتعيش داراً للسلام .. تكافح حرباً جديدة ضد الموت هنا ودمار التفجيرات هناك.. وأمل أهلها أن تعود لهم بغدادهم التي تنتظر منهم أن يفوا بحقها عليهم.