ظريف يؤكد على الحوار سبيلاً وحيداً في سورية ويمد اليد لواشنطن ودول الجوار
الكثيرُ منَ المُعطياتِ بدأتِ بالتكشُّفِ بعدَ اتفاقِ جنيف بشأنِ سورية وآخرُها ما اعلنْهُ الرئيسُ الاميركي باراك اوباما من تبادُلٍ للرسائل مع نظيرِهِ الايراني حسن روحاني بالتوزاي وما كشفَهُ لـ الميادين وزيرُ الخارجيةِ الايراني من أنَّهُ جرى التشاورُ مع ايران بخصوصِ المبادرةِ الروسية.
رئيسُ الديبلوماسيةِ الإيراني أرفقَ كلامَهُ بالحديثِ عن غيابِ الثقة بين طهران وواشنطن مبدياً في الوقتِ نفسِه استعدادَ بلادِهِ للدخولِ في مسارِ اعادةِ بناءِ هذه الثقة. ورأى أنَّ الأمرَ سيرتدُّ على الدول التي تسلِّحُ وتدعمُ الارهابيين.
ولم تقتصرِ الرغبةُ الإيرانية على واشنطن وحدَها إذ أبدى ظريف رغبةً في تحسينِ العلاقات مع دول الجوار على اساسٍ تبادُليّ معَ الدعوة إلى الإقرارِ بكونِ إيران اكبرَ واقوى قوةٍ في المَنطقة وعلى الجميع التعاطي مع هذا الواقع.
الوزيرُ الإيراني كشف أنَّ المبادرةَ الروسية كانت سابقةً لتصريح جون كيري وأنَّ طهران كانت في صورتها وهو ما يؤكِّدُهُ وجودُ نائبِهِ في موسكو مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ليخلُصُ إلى القول إنَّ الحربَ والعنفَ لا يمكنُ أنْ يكونا هما الحلَّ في سورية.
هذا الكلامُ اللافت ترافقَ مع تجديدِ طهران ترحيبَها باتفاقِ جنيف في وقتٍ تُرشَّحُ أنباءٌ عن قلقٍ ينتابُ اسرائيل من أن يُطلبَ منها فتحُ مواقعِها النووية في إطارِ صفقةٍ ما قد تكون طُبِختْ أو هي على وشك بين الأميركيينَ والروس لإخلاءِ مَنطقةِ الشرقِ الأوسط من أسلحةِ الدمارِ الشامل.
وفي أولِ مقابلةٍ مع قناةٍ أجنبية منذُ تولِّيهِ منصبَهُ أكَّدَ وزيرُ الخارجيةِ الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلةٍ معَ الميادين أنَّ حلَّ الأزمةِ السورية لن يكونَ إلا عبرَ الحوارِ والحلِّ السياسي. واشار الى أنَّ استخدامَ أميركا لغةَ التهديدِ والعنف غيرُ مُجْدٍ، ولا يمكنُ أنْ يقدِّمَ أيَّ نتائج.
وزيرُ الخارجية الايراني رفض وضْعَ أيَّ شروطٍ مُسبقَة للحوارِ والتسوية ومنها عدمُ ترشُّحِ الرئيس بشار الاسد العامَ المقبل للانتخاباتِ الرئاسية.
وأكد ظريف حِرْصَ طهران على مدِّ اليدِ وتوثيقِ العلاقةِ معَ الدولِ العربية لكنَّهُ طالَبَ بأنْ تكونَ الخطواتُ متبادَلَةً لافتاً الى أنَّ ايرانَ هي أكبرُ وأقوى قوةٍ في المَنطقة وعلى الجميعِ التعاطي مع هذا الواقع.
وقال إنَّ الدولَ التي تُسَلِّحُ وتدْعَمُ المتطرفينَ والجماعاتِ الارهابيةَ سيرتدُّ عليها.
ظريف تحدَّثَ عن فقدانِ الثقةِ المُتبادَل بين واشنطن وطهران واستعدادِ الاخيرة للدخولِ في مسارِ إعادةِ بناءِ تلك الثقة.
وربما تكونُ المفاجأةُ التي كشفها الرئيسُ الاميركي باراك اوباما تصبُّ في هذا الاطار بعد اعلانِهِ عن تبادُلٍ للرسائل مع نظيرِهِ الايراني حسن روحاني بشأنِ سورية.
كلُّ ذلك يتزامنُ مع ترحيبِ دمشق باتفاقِ جنيف وحَرَاكٍ اقليميٍّ ودوليٍّ واسع لدعمِهِ وإبعادِ شبحِ العدوان العسكري.