أوروبا تفتح ذراعيها لإحتضان العالم: أهلاً بـ "التشامبيونز ليغ"

تنطلق الليلة مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لموسم 2013-2014، حيث تختلف أحوال الفرق الكبرى المشاركة فيها والطامحة إلى اللقب.
  • يصعب توقع هوية الفائز في مسابقة كدوري أبطال أوروبا

ستلمع كأس دوري أبطال أوروبا مجدداً بدءاً من الليلة. هي الكأس التي تزداد نضارة وجمالاً عاماً بعد عام. هي الكأس التي تدخل الفرحة إلى قلوب عشاق كرة القدم وتوحد العالم من أقصاه إلى أقصاه جامعة حولها الصغار والكبار. هي الكأس التي تستثير العواطف وتفجر الحماسة. هي الكأس التي تخفق القلوب عند رؤيتها وتفرح العيون عند الفوز بها وتبكي أخرى عند الفشل في احتضانها.

كل هذه الحماسة وهذا التشويق سيعيشه متابعو كرة القدم بدءاً من الليلة. ومنذ الليلة ستبدأ توقعات هؤلاء وتحليلاتهم، أما السؤال الأبرز فسيكون: من يا ترى سيحظى بشرف حمل هذه الكأس في شهر أيار المقبل؟

بطبيعة الحال، يبدو الجواب عن هذا السؤال ضرباً من ضروب الخيال، والسبب واضح، اذ إن لا شيء يمكن توقعه في هذه المسابقة، فمن تصوّر مثلاً أن يصل بورتو البرتغالي وموناكو الفرنسي وديبورتيفو لا كورونيا الإسباني الى نصف نهائي موسم 2003-2004 حيث لعب الأولان في المباراة النهائية وفاز بها بورتو، وكي لا نذهب بعيداً من توقع أن يصل بوروسيا دورتموند الألماني إلى نهائي الموسم الماضي حيث خسر أمام مواطنه بايرن ميونيخ مقدماً أداء رائعاً طيلة البطولة؟

لكن هذا لا يمنع من إستعراض أحوال الفرق الكبرى في هذه النسخة، وما هي حظوظها إنطلاقاً من نقاط قوتها وضعفها.

البداية طبعاً من حامل اللقب، بايرن ميونيخ الألماني، الذي أدهش العالم في الموسم الماضي بقيادة مدربه يوب هاينكس. لكن ما يبدو واضحاً حتى اللحظة أن خليفته المدرب الشهير، الإسباني جوسيب غوارديولا، لم يستطع أن يترك بصمة واضحة على التوليفة البافارية وهذا ما حدا حتى بمدير النادي، النجم السابق ماتياس سامر، إلى توجيه انتقاد للفريق الذي يبدو "بلا روحية" على عكس الموسم الماضي، بحسب تعبيره.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل إن غوارديولا يخبىء ما في جعبته لـ "التشامبيونز ليغ" باعتبار أنها المسابقة الأهم وذلك من خلال عدم كشف أوراقه في الدوري الألماني الذي يبدو واضحاً أن التركيز فيه سيكون منصباً على المباراتين أمام دورتموند اللتين ستحسم نتيجتهما اللقب على حد كبير؟ ربما، والأكيد أن معالم الجواب ستتكشف في لقاء الليلة أمام الضيف سسكا موسكو الروسي.

وعند الحديث عن دوري أبطال أوروبا، تتجه الأنظار سريعاً إلى برشلونة الإسباني الذي كان الرقم الأصعب في هذه المسابقة في السنوات الأخيرة قبل سقوطه المزلزل أمام النادي البافاري في الموسم الماضي، ما من شأن هذا الأمر أن يعطي دفعة معنوية هائلة لفريق المدرب الجديد الأرجنتيني تاتا مارتينو لرد الإعتبار واستعادة الكبرياء في هذا الموسم. لكن رغم تدعيم الصفوف بالنجم البرازيلي نيمار، يبقى الدفاع هاجس الكاتالونيين والذي قد يتسبب في قتل أحلامهم بالوقوف على منصة التتويج من جديد.

ثالث الأندية التي تستحوذ على الإهتمام في كل عام هو ريال مدريد، حامل الرقم القياسي في المسابقة بـ 9 ألقاب، والباحث عن إستعادة زعامة أوروبا منذ عام 2002. بالتأكيد، فإن تركيز الإدارة الملكية يبدو منصباً على هذه المسابقة وهذا ما يوضحه التعاقد مع النجمين الويلزي غاريث بايل والإسباني إيسكو وتدعيم نواقص الفريق بلاعبين آخرين، لكن هل سنرى الـ "ميرينغيز" ككتلة واحدة متجانسة خصوصاً أن صفوفه شهدت الكثير من التغييرات؟ هذا هو السؤال الأهم.

بالنسبة للكرة الإنكليزية، فإنها تصبو للعودة إلى ساحة المنافسة بعد أن كانت الأكثر حضوراً في السنوات الأخيرة قبل أن تتراجع لمصلحة الأندية الإسبانية والألمانية. وبطبيعة الحال، سيكون إعتماد الإنكليز منصبّاً على كبيرهم مانشستر يونايتد وعلى تشلسي بالدرجة الأولى. بالنسبة للأول، يبدو الترقب سيداً للموقف لرؤية ما يمكن أن يصنعه مدربه الجديد الإسكتلندي ديفيد مويز الذي خلف مواطنه العظيم أليكس فيرغيسون خصوصاً أن فارق التجربة في هذه المسابقة لا يقارن بين المدربين، وأكثر فإن "الشياطين الحمر" لم يدعّموا صفوفهم بالشكل المطلوب لهذا الموسم.

أما تشلسي فسيتسلح طبعاً بالخبرة الكبيرة التي يمتلكها مدربه الجديد - القديم، البرتغالي جوزيه مورينيو، في هذه المسابقة، من أجل أن يسير قدماً نحو منصة التتويج وهو يمتلك الزاد اللازم للوصول على الأقل إلى المربع الذهبي.

يبقى أن مانشستر سيتي سيحاول الظهور بمظهر يُنسي العالم ذلك الذي قدمه في المشاركة الكارثية السابقة، في حين أن رهان أرسنال سيكون بالدرجة الأولى على نجمه الجديد الألماني مسعود أوزيل الذي بث روحية جديدة في الفريق.

الكرة الإيطالية ستتمثل بثلاثيها يوفنتوس وميلان ونابولي، حيث يتصدر الأول السباق لتمثيل إيطاليا بالشكل اللائق في هذه البطولة لما يمتلكه من توليفة متجانسة ومتفاهمة ودكة إحتياط قادرة على أن تكمل المشوار حتى الأمتار الأخيرة، وهذا بالضبط ما يفتقده الـ "روسونيري" الذي لا يزال حتى يعاني أمام فرق الوسط في الـ "سيري أ"، فكيف الحال أمام كبار أوروبا؟

أما نابولي الذي يتطلع للعودة الأوروبية من الباب الكبير، فرغم التدعيمات الكبيرة التي قام بها إلا أنه قد لا يمتلك الطاقة الكافية لمواصلة المشوار في دوري أبطال أوروبا لأنه يحارب على جبهة ثانية حيث يبدو من المنافسين الجديين على لقب الدوري الإيطالي.

يبقى أن فريقاً أخيراً بات فاكهة هذه البطولة ويترقب المتابعون ما سيقدمه في هذا الموسم. الحديث طبعاً هو عن بوروسيا دورتموند الألماني. إذ لا شك بأن كل مدربي الفرق الكبرى يخشون هذا الفريق لعلمهم بحجم القوة التي وصل إليها والإنسجام بين لاعبيه وإكتسابه نجمين جديدين هما الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ والأرميني هنريك مخيتاريان.

إذاً، نسخة مرتقبة في دوري أبطال أوروبا. نسخة تعد بالكثير من التشويق والحماسة... فلتُفتح القلوب لإستقبال الـ "تشامبيونز ليغ".