العلاقات بين طهران وواشنطن
العلاقة بين طهران وأواشنطن بعد القطيعة
مرت أكثر من ثلاثة عقود على القطيعة التامة بين واشنطن وطهران... هذه القطيعة انطلقت من استضافة الولايات المتحدة شاه إيران المخلوع للعلاج ورد الطلاب الإيرانييين باحتجاز الدبلوماسيين الأميركيين العاملين في سفارة أميركا في طهران.
كانت هذه مقدمات دفعت بواشنطن إلى إعلان قطيعة دبلوماسية، وجاءت تكهنات البيت الأبيض باحتمال لقاء يجمع رئيسي البلدين لتحرك مياهها الراكدة.
اليوم باتت ايران تؤدي دوراً محورياً في الشرق الأوسط، ومعها مفاتيح حل العديد من أزمات المنطقة وعلى رأسها أزمة حليفتها سورية.
يدرك الرئيس الايراني حسن روحاني ونظيره الأميركي باراك أوباما أنه لا حل للأزمة السورية دون توافقهما.
وفي هذا السياق يقول وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي "نحن دائماً نعمل على مبدأ أمن و إستقرار المنطقة وحفظ حقوقنا في أي مفاوضات مع أي بلد كان"، مشيراً أن "إيران بلد قوي وله حقوقه التي يرفض التنازل عنها وهي أساس أي مباحثات الجميع"، مضيفاً "نؤمن بعلاقات على مبدأ الربح المتقابل وإحترام المصالح"، متمنياً "أن يكون الطرف المقابل قد أدرك ذلك"، قائلاً "أعتقد أنه يدرك ذلك حالياً".
بهدوئهم المعتاد يحاول حائكو سجادة الدبلوماسية الإيرانية أن يستكملوا لوحتهم... مبدأهم فصل ملفات المنطقة عن بعضها بعضاً... فالخلاف مع واشنطن والغرب حول برنامجها النووي لا يمكن ربطه بعلاقة طهران بفصائل المقاومة أو بالأحداث السورية، ولا بعداء إيران الوجودي لإسرائيل بسبب احتلالها لفلسطين.
بدوره النائب في البرلمان الإيراني ايرج نديمي يقول "في علاقتنا مع أميركا وغيرها، ننطلق من مبدأ دورنا كقوة أساسية في المنطقة لنا حقوق ولأميركا حدود"، لافتاً "على أميركا أن تحترم حقوقنا وتلتزم حدودها إن كانت ترغب في بناء علاقة، ولا فرق لدينا بين دول العالم فنحن نعترف بحقوق الجميع ونحترمهم ولا مانع لدينا من اقامة علاقات مع كافة دول العالم ماعدا اسرائيل التي لا نعترف بها كدولة".
هي استراتيجية ايران الجديدة في التعامل مع واشنطن... سياسة المرونة البطولية، تتلقى ما يصلها من رسائل.. تدرسها بهدوء.. وتربط أي تغيير حقيقي في المواقف بأفعال الطرف المقابل.