ماذا بعد زيارة الإبراهيمي إلى دمشق؟
قراءة لسامي كليب حول زيارة الإبراهيمي الى سورية وآفاق الحل
دمشق تستقبل الأخضر الابراهيمي والسعودية ترفض. الابراهيمي يقول إن مشاركة إيران في جنيف 2 امر طبيعي وضروري. فيرد عليه الائتلاف السوري بأن إيران هي جزء من المشكلة وليس الحل. تعلن أبرز الفصائل المسلحة التي يقال إنها مدعومة من السعودية وقطر وتركيا، أن المشاركة في المؤتمر الدولي "خيانة" فترد موسكو على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالقول "إن بعض الدول الممولة للمعارضة السورية تعمل على تقويض الجهود الرامية إلى عقد جنيف 2".
جنيف ما عاد إذاً مشكلة بين السلطة السورية والمعارضة المتخاصمة أصلاً بين بعضها البعض والتي يزداد تفكك مسلحيها على الأرض، ويتفاقم تقاتلهم في ما بينهم، وإنما بات بنداً على جدول الإشتباك الإقليمي والدولي وعليه أن يصبح بنداً في التفاهم الإقليمي الدولي. السعودية التي أقلقها التقارب الإيراني الأميركي تريد بأي ثمن إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن المعادلة السياسية. والأسد يرد في حوار مع الميادين بأنه ليس فقط لن يترك السلطة وإنما لا يرى مانعاً بالترشح مجدداً. يدعمه الرئيس الإيراني حسن روحاني بالقول أمام الإبراهيمي "إن مستقبل سورية تحدده أصوات السوريين عبر انتخابات حرة يشارك فيها كل الأطراف".
من الصعب أن يكون الإبراهيمي عائداً إلى دمشق ليطرح مشكلة أنهت أصلاً مهمته السابقة فيها، أي مستقبل الأسد. ويعتقد بالتالي أنه بعد جولته على عدد من دول أساسية في التأثير على الأزمة السورية، أي مصر وتركيا وقطر والكويت وسلطنة عمان وإيران سيركز خصوصاً على مسألة أفق الحل السياسي والصلاحيات التي يمكن نقلها إلى السلطة الانتقالية التي يقرها جنيف 2.
حصيلة جولته يعرضها لاحقاً الابراهيمي على الأميركيين والروس، الذين يلتقون مجدداً في جنيف في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. وإذا كانت فرص عقد جنيف 2 في موعده المعلن اي في 23 من الشهر المقبل تبدو معقدة جداً، إلا أن الحل السياسي صار منشوداً من قبل الأطراف الدولية المؤثرة.
ويبقى السؤال الأبرز هل بعد أن رحب العالم بتعاون دمشق في تدمير الأسلحة الكيميائية، بات الطريق مفتوحاً أكثر لاستمرار الجيش السوري في القضاء على من يصفهم بـ"الارهابيين"؟ وهل هذا بات أولوية في رزنامة الأميركيين والروس؟ وهل سنشهد تقارباً أكبر قريباً بين الجيش السوري والجيش الحر؟ أم ضغوطاً أكبر على الجيش والسلطة للقبول بتنازلات؟ كل شيء يبدو وارداً لكن الأكيد أن تفكك المعارضة واقتتال المسلحين وتقدم الجيش ليست أموراً عابرة في التسويات الدولية قبل جنيف 2.