ما هي أبرز مراحل العلاقات الفرنسية - الإسرائيلية؟
السياسة الفرنسية تغيّرت كثيراً مع وصول شيراك الى الحكم.
الرئيس الإشتراكي الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران كان أوّل رئيس غربي يسقبل الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وكان أوّل مسؤول غربي يطالب من قلب الكنيست إسرائيل بالتحاور مع منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، لم يمنعه تقاربه التاريخي والشخصي مع إسرائيل من المجاهرة بأن الحقّ هو للجميع في إشارة إلى حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم.
بين ميتران والرئيس الإشتراكي الأخير لفرنسا فرنسوا هولاند تغيّرت كثيراً السياسة الفرنسية.
جاء الرئيس الديغولي جاك شيراك يعرض على الرئيس السوري حافظ الأسد شراكة إستراتيجية عام 1996، والعالم شاهد صراخه في وجه الجنود الإسرائيليين في العام نفسه حين زار الأراضي الفلسطينية. برغم ديغولية شيراك فإنه كان أوّل رئيس يعترف بمسؤولية فرنسا التاريخية حيال يهودها، وهو ما لم يفعله حيال الجزائر، ومع ذلك فإن أرييل شارون وصف فرنسا في عهد شيراك بأنها "الدولة الأكثر معاداة للسامية" رغم أنها كانت سبّاقة بإستقبال بن غوريون والهاغاناه والإعتراف بتقسيم فلسطين.
لعلّ الرئيس اليميني نيكولا ساركوزي كان الأكثر مجاهرة بالتقارب مع إسرائيل. فعل كل شيء لحمايتها ولضرب خصومها، سائراً بذلك خلف الأميريكيين. مواقفه دفعت الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز للقول عام 2008 خلال زيارته الى فرنسا "لا أعرف أي بلد آخر ساعد إسرائيل كما ساعدتها فرنسا".
الآن يبدو هولاند سائراً على طريق ساركوزي وحزبه الإشتراكي يضم نخبة من المؤيدين لإسرائيل. وزير خارجيته لوران فابيوس اليهودي قريب جداً منها ومعاد لإيران، ولعل مواقفه في محادثات جنيف حول البرنامج النووي الإيراني أبلغ دليل على عمق إلتزامه وحزبه وبلاده أمن إسرائيل.
صحيح أن فرنسا دعمت السلطة الفلسطينية ولكن في المحصّلة لم تمنع إسرائيل من القيام بأي عمل ضد الفلسطينيين، ويبدو أن هولاند يحاول حالياً أن يقدّم نفسه صديقاً لإسرائيل في وقت تبدو العلاقات الأميريكية الإسرائيلية متوترة بسبب الملف الإيراني، هذا بالضبط ما يفسّر كل الحفاوة الإسرائيلية بالضيف الفرنسي.