مفاوضات صعبة في جنيف وظريف يعلن رفضه أي "مطلب مبالغ فيه"
أفاد مراسل الميادين في جنيف، عن تمديد مفاوضات النووي الايراني في جنيف الى الأحد، على مستوى الخبراء.
وانتهى السبت اللقاء التنسيقي لوزراء خارجية الدول الست الكبرى بعد لقاءات ماراثونية مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف.
وكان ظريف أكد أن بلادَه ستعترضُ على أيِّ مَطالِبَ مبالغٍ فيها قد تحرِمُها من حقوقِها. كلامُ ظريف جاء على هامشِ محادثاتِ جنيف التي وصلها جميعُ وزراءِ خارجيةِ دولِ "5+1". وفي هذا الإطارِ وصف وزيرُ الخارجية البْريطاني وليام هيغ البرنامجَ النوويَ الايراني بانه أحدُ أكبرِ التهديداتِ للشرقِ الأوسط، واعتبر أن مشاركةَ وزراءِ الخارجية في المحادثاتِ لا تعني التوصلَ إلى اتفاق وأن "الاتفاقُ الذي يجبُ ان يكونَ كاملاً وجامعاً".
وأعلن ظريف ان المفاوضات والمباحثات تجري على الخروج بإتفاق يتألف من ثلاثة مراحل يحدد الأهداف المشتركة والخطوات الأولية والتصور النهائي لدى اطراف التفاوض.
واكد ظريف قبل دخوله للإجتماع مع اشتون ووزير الخارجية الاميركي جون كيري أن الإعتراف بحق ايران في تخصيب اليورانيوم سيكون جزءا أساسيا من اي إتفاق، وأن تخصيب اليورانيوم لن يتوقف في ايران.
وأعلن هيغ السبت ان المفاوضات بين القوى الكبرى وايران حول برنامج طهران النووي "لا تزال صعبة". وقال هيغ عند وصوله الى جنيف "اعتقد انه من المهم التشديد على اننا لم نحضر الى جنيف لان الامور قد انجزت. نحن هنا لان المفاوضات صعبة ولا تزال صعبة".
وقال هيغ إن الصعوبات التي لا تزال قائمة "هي نفسها التي واجهناها قبل اسبوعين".
واعتبر هيغ أن حضوره الى جنيف "لا يعني التوصل لاتفاق، والاتفاق يجب ان يكون كاملاً وجامعاً ويتناول التفاصيل"، مشيراً الى أن "هناك بعض الخلافات المتبقية وهي مهمة".
ولفت وزير الخارجية البريطاني الى ان تقدماً كبيراً احرز في الاسابيع الماضية"، وأن وضع المفاوضات "مختلف تماماً عما كان عليه قبل بضعة اشهر"، وتابع "هذا امر ايجابي لكن بعض الامور الشائكة تعتبر شديدة الصعوبة".
واعتبر هيغ ان البرنامج النووي الايراني "أحد أكبر التهديدات للاستقرار في الشرق الاوسط"، مشيراً الى ان بلاده "تتواصل مع السعودية ودول أخرى و"نتفهم قلقهم".
من جهته، صرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف السبت ان ايران سترفض اي "طلب مبالغ فيه"، يحرمها من حقوقها النووية في المفاوضات مع مجموعة 5+1 في جنيف.
وقال ظريف للتلفزيون الرسمي إن المفاوضات "دخلت في مرحلة بالغة الصعوبة ويشدد المفاوضون الايرانيون على حقوق بلادنا، ونحن لسنا مستعدين للقبول باتفاق يسيء الى حقوق ايران ومصالحها". وقال "سنرفض اي طلب مبالغ فيه".
وأمل وزيرالخارجية الايراني أن يكون حضور وزراء خارجية دول مجموعة (5+1) "دلالة على الارادة والعزم السياسي لحل الملف النووي الايراني وحسن النية التي نتوقعها منهم".
وأكد ظريف أنه "لن يكون هناك اتفاق ما لم يتم التوافق على جميع النقاط"، مؤكداً أن "تخصيب اليورانيوم سيكون جزءاً من أي اتفاق ولن يتوقف هذا العمل في ايران نهائياً".
وأشار وزير الخارجية الايراني الى "بحث بعض النقاط الخلافية حالياً وحريصون على الدقة في اختيار كلمات وعبارات الاتفاق ضماناً لحقوق الشعب الايراني".
وتشدد ايران على الاحتفاظ ببرنامجها لتخصيب اليورانيوم ومتابعة اعمال بناء مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلو والمخصص لغايات طبية وبحثية لكنه يمكن ان ينتج في النهاية البلوتونيوم المستخدم لغايات عسكرية.
أما معاون وزير الخارجية الايراني عباس عراقتشي، فقال إن "المفاوضات في يومها الرابع صعبة وتحتاج الى نفس طويل، آملاً أن يكون وزراء الخارجية الذين وصلوا الى جنيف مستعدين لاتخاذ قرارات صعبة".
من جانبه قال وزير الخارجية الصيني وانغ ايي، إن المباحثات النووية بين ايران ومجموعة (5+1) وصلت نهايتها.
وانتقد معاون وزير الخارجية الروسي سيرغي ريباكوف تغطية وسائل الاعلام الغربية للمباحثات بشأن البرنامج النووي الايراني، ويصفها بغير العادلة.
وقال ريباكوف إنه "ليس من العدل اظهار ايران بأنها هي المقصرة في عدم تقدم المباحثات".
وكما حصل في جولة محادثات سابقة قبل نحو اسبوعين، توجه هيغ ونظراؤه من روسيا والمانيا وفرنسا والصين الى جنيف الجمعة والسبت، للانضمام الى المحادثات الجارية بين وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ممثلة مجموعة الدول الست ووزير خارجية ايران محمد جواد ظريف.
وفي إطار مفاوضات جنيف كشفت صحيفة التايمز البريطانية أن المملكة العربية السعودية وجهت تحذيرا إلى الغرب من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا فشلت الولايات المتحدة وبْريطانيا وبقية الدول الكبرى في الحد من تطور برنامج إيران النووي.
الصحيفة نقلت عن السفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز قوله إن كل الخيارات متاحة. واعتبر أن الاندفاع الأميركي لضم طهران الى اعادة تقويم واسعة للسياسة الخارجية الأميركية في المنطقة كان أمرا غامضا.
القلق من نتائج مفاوضات جنيف عبر عنه ايضا وزير الأمن الاسرائيلي موشيه يعالون. وخلال لقائه وزير الدفاع الأميريكي في كندا وصف يعالون الصفْقة التي قد تعقد بالسيئة، ودعا الى جعل النظام الايراني يختار بين القنبلة الذرية ومسألة بقائه.