انتهاكات خطيرة: واشنطن عذبت إسلاميين وقدمتهم للقذافي
أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان اليوم الخميس "أن الولايات المتحدة الأميركية إستخدمت تقنية "الإيهام بالغرق" على إسلاميين ليبيين معارضين للزعيم السابق معمر القذافي، وقامت بتسليمهم للنظام حيث تعرضوا لمزيد من التعذيب خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش"، مشيرة إلى أن "إدارته دافعت عن تلك التقنية بوصفها ضرورية للحصول على معلومات إستخباراتية لمنع هجمات في المستقبل". وقال التقرير إن "الرئيس باراك أوباما أمر بوقف هذه الممارسات بعد إنتخابه رئيساً في العام 2009 ، معتبراً تلك الممارسات تعذيباً".
وذكرت المنظمة في تقرير حديث "أن معتقلاً سابقاً، أكدّ أنه تعرض للتعذيب بايهامه بالغرق، فيما تحدث معتقل آخر عن شكل من التعذيب بالمياه، وأن خمسة آخرين على الأقل قالوا إنهم تعرضوا لـ"إنتهاكات خطيرة" في مركزي إعتقال تديرهما الولايات المتحدة في أفغانستان"، مشيرة إلى "أن بعضهم تمّ تقييدهم إلى الجدران بسلاسل لأسابيع أو أشهر، وإجبارهم على البقاء مستيقظين لفترات طويلة على أصوات موسيقى غربية صاخبة ". وتعتقد المنظمة "أن وكالة "سي.آي.ايه" كانت تشرف على عمليات التعذيب، ومن بينها "الإيهام بالغرق"، وغير ذلك من التعذيب بالمياه"، وأكدت "أهمية فتح تحقيق شامل في ما حصل".
وثائق من عهد القذافي
وقالت كاتبة التقرير لاورا بيتر "إن الولايات المتحدة لم تسلم فحسب القذافي أعداءه على طبق من فضة، بل يبدو أن "السي.آي.ايه"عذبت كثيرين منهم أولاً".
وكشف التقرير "أن عدداً من عناصر "الجماعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا"، وهو تنظيم يعتقد أن له صلات بالقاعدة، إنضم إلى الثورة التي أطاحت بنظام القذافي في عام 2011 بدعم من الحلف الأطلسي، تمّ إعتقالهم في العديد من الدول بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، من دون توجيه أي إتهمات لهم، وأن الكثيرين منهم، يتولون حالياً مراكز مهمة في الحكومة الناشئة والقوات المسلحة"، وقالت إن من بينهم "خالد الشريف رئيس الحرس الوطني الليبي حالياً".
وأوضحت "المنظمة" أن تقريرها "يستند على وثائق وجدت في مكتب رئيس الإستخبارات السابق في عهد القذافي موسى كوسا، بعد أن سيطر الثوار على طرابلس العام الماضي"، إضافة إلى مقابلات مع معتقلين تمّ الإفراج عنهم بعد سقوط نظام القذافي الذي إستمر 40 عاماً".